فندّ مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي مقولة يدافع عنها الرئيس حسن روحاني، تفيد بأن الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست عام 2005 جنّب البلاد حرباً.
ويتعارض ذلك مع نظرة حكومة روحاني إلى الاتفاق وتأثيره في الوضعين الأمني والعسكري لإيران، وذلك قبل انتخابات الرئاسة المرتقبة في 19 الشهر الجاري.
ويزعم أنصار الحكومة أن انتخاب روحاني رئيساً عام 2013 واختياره فريقه السياسي الذي خاض المفاوضات مع الدول الست، نجحا في إبعاد شبح الحرب عن إيران، من خلال إبرام الاتفاق النووي.
وأشاد خامنئي بمواقف الشعب الإيراني طلة العقود الأربعة الماضية، قائلاً أمام حشد من العمال لمناسبة عيد العمال العالمي: «إذا كنتم ترون أن الأعداء الوقحين والمتغطرسين يتجنّبون مواجهة قاسية مع إيران، فهذا سببه يقظة الشعب. إنهم يخافون الشعب الإيراني بكل ما للكلمة من معنى، وهذا ليس تحليلاً بل حقيقة مستدلة ومسلّم بها. فعندما يتواجد الشعب في الساحة يصبح العدو الذي يعتزم مقاتلة هذا النظام، مرغماً على التراجع وعدم التعدي». وأضاف: «وجود الشعب في الساحة هو الذي أبعد شبح الحرب عن البلاد، لا وجود بعض المسؤولين». وطالب المسؤولين بالحفاظ على أصوات الشعب في الانتخابات، إذ «إنها أمانة في أيديهم يجب الحفاظ عليها»، مشدداً على وجوب تطبيق القانون على الجميع بلا استثناءات أو تمييز.
وحضّ المرشحين للانتخابات على أن تكون نياتهم مخلصة، من أجل خدمة المواطنين ودعم الطبقات المحرومة، لا من أجل تسلّم مناصب. ولفت إلى انه لن يدعو إلى انتخاب مرشّح محدد، لكنه دعا المواطنين إلى الاقتراع والتصويت لمرشّح يستطيع تسوية مشكلاتهم. وزاد أن على مَن يُنتخب رئيساً أن «يولي، في أول أيام حكومته، أهمية لتأمين فرص عمل، وإذا نجح في الأمر فلن نكون عرضة لمشكلات اجتماعية ومشكلات أخرى تحدث بسبب البطالة».
في غضون ذلك، شهدت طهران ومدن أخرى مهرجانات انتخابية شارك فيها روحاني والمرشحان الأصوليان محمد باقر قاليباف وإبراهيم رئيسي. وانتقد روحاني مَن قلّل من أهمية تأثير الاتفاق النووي في المشاريع الإنتاجية الإيرانية، لا سيّما في النفط والغاز والبتروكيماويات. ولفت إلى أن إيران حقّقت اكتفاءً ذاتياً من الحنطة، وهي مستعدة لتصديرها، بعدما كانت عام 2013 تستورد هذه المادة الحيوية للمواطنين.
ودافع عن أداء حكومته خلال السنوات الأربع الماضية، قائلاً: «المشكلات المعقدة للبلاد لا يمكن تسويتها عبر إطلاق شعارات وأقوال». واعتبر أن «الحرس الثوري» كان ولا يزال «يتمتع بمكانة أكبر من أن يكون مرتبطاً بهذا الحزب أو ذاك»، لافتاً إلى أنه «ملك لجميع الإيرانيين، بعيداً من الانتماءات الحزبية والفئوية».
أما رئيسي فأكد انه ليس طامعاً بالرئاسة، مستدركاً: «لا أريد أن أقف خجلاً أمام عائلة لا تجد عملاً لمعيلها». وانتقد السياسة الاقتصادية لروحاني، فيما اعتبر المرشح الأصولي مصطفى ميرسليم أن «الوعود الكاذبة في الحملات الانتخابية لا يمكن إلا أن تكشف مزيداً من عدم الصدقية».
وتفيد استطلاعات رأي أعدّتها جهات حكومية بتفوّق روحاني، يليه قاليباف ثم رئيسي، فيما يأتي بعدهم إسحاق جهانكيري، نائب روحاني، وميرسليم والوزير السابق مصطفى هاشمي طبا.
إلى ذلك، تحدثت مصادر عن جهود لإعلان انطلاق «جبهة الأصوليين المعتدلين» لدعم روحاني، والتي يقف وراءها رئيس دائرة الرقابة في مكتب المرشد علي اكبر ناطق نوري، ورئيس لجنة البحوث في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني كاظم جلالي، إضافة إلى نواب أصوليين. ويُفترض أن يُعيّن النائب بهروز نعمتي سكرتيراً للجبهة.
مقتل إعلامي إيراني معارض في إسطنبول
قُتل سعيد كريميان، مؤسّس شبكة تلفزة فضائية ناطقة بالفارسية، وشريكه الكويتي، بالرصاص في إسطنبول. أتى ذلك بعد أشهر على إصدار محكمة ثورية في طهران حكماً غيابياً بسجن كريميان 6 سنوات، إثر إدانته بـ «الإضرار بالأمن القومي» و «الدعاية ضد الدولة»، علماً أن إيران تعتبر شبكة «جم تي في» جزءاً من ثقافة «حرب ناعمة» تتهم الغرب بشنّها عليها. واتهمت وكالة «تسنيم» الإيرانية كريميان ووالده بالعمل مع تنظيم «مجاهدين خلق» المعارض في المنفى.
وأفادت وكالة «دوغان» التركية للأنباء بأن كريميان وشريكه كانا يمران بسيارة في إسطنبول مساء السبت، عندما أوقفت سيارة جيب سيارتهما وخرج منها ملثمان أطلقا النار عليهما، ما أدى إلى مقتلهما.
وعُثِر لاحقاً على السيارة الجيب خالية ومحترقة، فيما نقلت «دوغان» عن رئيس بلدية حيّ في إسطنبول إن تحريات أولية للشرطة تشير إلى أن سبب الهجوم قد يكون خلافاً مالياً مرتبطاً بكريميان.
وأوردت صحيفة «حرييت» التركية أن كريميان يحمل أيضاً الجنسية البريطانية، فيما أكدت وكالة «كونا» الكويتية للأنباء مقتل شريكه الكويتي. واوردت وسائل إعلام كويتية ان المغدور يدعى محمد متعب الشلاحي.
ولشبكة «جم تي في» قنوات فضائية ترفيهية، تعرض أفلاماً أجنبية وبرامج تلفزيونية غربية مدبلجة بالفارسية، كما تنتج أفلاماً ومسلسلات.
محمد صالح صدقيان
صحيفة الحياة اللندنية