طهران – نجح حسن روحاني في الفوز بولاية رئاسية ثانية في إيران، وهو ما كان متوقعا في ظل رغبة السلطات باستثمار صفته كمعتدل للمضي في الانفتاح على الغرب والسعي لإلغاء العقوبات التي كبّلت الاقتصاد الإيراني.
وقال خبراء متخصصون في الشأن الإيراني إن حسن روحاني سيظل يرفع شعار الاعتدال ويوجه نقدا محدودا لبعض المؤسسات المحافظة، لكنه لا يقدر على الاستمرار في الرئاسة إلا تحت مظلة المتشددين ودعمهم، خاصة أنه ابن النظام المسنود من المرجعية الدينية.
وألحق حسن روحاني هزيمة حاسمة بالقاضي المحافظ إبراهيم رئيسي أحد تلاميذ المرشد علي خامنئي، لكن الزعيم الأعلى سيظل ماسكا بسلطة اتخاذ القرار السياسي النهائية، وسيظل التيار المحافظ الذي يقوده خامنئي مسيطرا على القضاء والأجهزة الأمنية.
وسيتعيّن على روحاني الوصول إلى وفاق معهم وإلا انتهى به الحال إلى ما انتهى إليه سلفه الإصلاحي محمد خاتمي الذي فتح شهية الإيرانيين للتغيير، لكنه فشل في تحقيقه خلال فترتين رئاسيتين بين عامي 1997 و2005.
وأشار الخبراء إلى أن روحاني سعى للظهور بمظهر المعارض الجذري لسياسات المرشد والطبقة الدينية الحاكمة، لكن ذلك لا يعدو أن يكون مناورة لاستقطاب الشباب الغاضب الذي انتخب روحاني على قاعدة أهون الشرين.
واعتبروا أن تركيز روحاني على نقد السلطة القضائية، والحرس الثوري صاحب النفوذ الكبير، وسجل حقوق الإنسان في دولة دينية لا تؤمن بهذه القيم، كان الهدف منه الإيحاء إلى الغرب، وخاصة الولايات المتحدة تحت حكم دونالد ترامب، أن إيران يمكن أن تناقش المحاذير الغربية مقابل المضي قدما في خيار رفع العقوبات وعدم التراجع في الاتفاق النووي.
وأكد كريم سجادبور الباحـث المتخصص في الشأن الإيراني بمركـز كارنيغي أن روحاني، ومن أجل أن ينال تأييد الناخبين المطالبين بالتغيير، “هاجم المؤسسات الإيرانية القوية التي سيحتاج إلى تعاونها ليحكم بفاعلية”.
وأضاف سجادبور “كانت الانتخابات الرئاسية على مدى العقدين الأخيرين أياما قصيرة من النشوة تتبعها سنوات طويلة من الخيبة”.
وقال مسؤول كبير سابق إن “روحاني من داخل النظام. إنه مخلص للمؤسسة.. إنه ليس إصلاحيا لكنه جسر بين المتشددين والإصلاحيين”.
العرب اللندنية