الرياض – فاق حجم الاتفاقات والاستثمارات المتبادلة التي أبرمتها الولايات المتحدة والسعودية جميع توقعات المراقبين، والتي شملت قطاعات واسعة تمتد من الطاقة إلى التعدين والصناعات التكنولوجية والتعدين وصولا إلى قطاعات الصحة والصناعات العسكرية.
وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها بلغت قيمتها 380 مليار دولار، وتهدف إلى خلق فرص عمل في كلا البلدين.
وبدأ سيل الاتفاقات بعد أن وقع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرياض، إعلان الرؤية الاستراتيجية المشتركة التي تبعها توقيع 34 اتفاقية ومذكرة تفاهم في القطاعات الاقتصادية والخدمية والعسكرية.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن شركة أرامكو وقعت اتفاقات قيمتها 50 مليار دولار مع شركات أميركية. وذكر أن الصفقات المبرمة مع جميع الشركات تتجاوز 200 مليار دولار.
وأعلنت شركة جنرال إلكتريك أنها وقعت صفقات قيمتها 15 مليار دولار مع السعودية تشمل تصدير سلع وتقديم خدمات تصل قيمتها إلى 7 مليارات دولار.
وأوضحت أن الاتفاقات تشمل مجالات شتى من الكهرباء والرعاية الصحية إلى النفط والغاز والتعدين. وسوف تقدم جنرال إلكتريك في إطارها المساعدة في زيادة كفاءة توليد الكهرباء وتوفير التكنولوجيا الرقمية لعمليات أرامكو والتعاون في مجال البحث الطبي والتدريب.
محمد الجدعان: الاتفاقات التي تم توقيعها استثمارية وتحمل فائدة مشتركة لكلا البلدين
ووقعت اكسون موبيل وشركة سابك مذكرة تفاهم لدراسة مشروع بتروكيماويات في ولاية تكساس الأميركية. ويشمل المشروع وحدة لتكسير الإيثان بطاقة إنتاجية تبلغ 1.8 مليون طن ومن المتوقع اتخاذ قرار نهائي في العام المقبل.
وأبرمت شركة رايثيون الأميركية اتفاقا لإنشاء وحدة أعمال لها في السعودية للمساعدة في تطوير قدرات الدفاع والفضاء والأمن. كما وقعت شركة جنرال داينامكس اتفاقا للمساعدة في توطين تصميم وتصنيع ودعم العربات القتالية المدرعة في السعودية.
وأعلنت شركة لوكهيد مارتن أنها سوف تدعم التجميع النهائي لما يقدر بنحو 150 طائرة هليكوبتر من طراز بلاكهوك أس 70 متعددة المهام في السعودية.
وستبدأ شركة روان الأميركية عمليات التصميم والاختيار لمنصات حفر بحري في إطار استثمار قيمته 7 مليارات دولار على مدى 10 سنوات.
وفي ذات المجال تم توقيع اتفاق لتقديم خدمات ودراسات إضافية في مجال الحفارات النفطية في إطار توسيع نطاق مشروع مشترك مع شركة نابورز الأميركية.
وتصل قيمة الاستثمارات إلى 9 مليارات دولار على مدى 10 سنوات ويخلق ما يصل إلى 5 آلاف وظيفة سعودية جديدة.
وسيتم إنشاء مشروع مشترك جديد بين أرامكو وناشونال أويلويل فاركو لتصنيع معدات ومنصات حفر بمواصفات عالية في السعودية باستثمار 6 مليارات دولار على مدى 10 سنوات.
ووقعت جاكوبز إنجنيرينغ الأميركية مذكرة تفاهم قيمتها 250 مليون دولار لتوطين التصميم والهندسة والتوريد والبناء وخدمات إدارة المشاريع لصناعة النفط والغاز. ومن المتوقع أن يخلق 300 وظيفة.
أما شركة ويذرفورد فقد أبرمت مذكرة تفاهم لمشاريع تصل قيمتها إلى ملياري دولار لتوطين سلع وخدمات حقول النفط.
خالد الفالح: شركة أرامكو وقعت اتفاقات قيمتها 50 مليار دولار مع شركات أميركية
وحصلت شركة داو كيميكال الأميركية على صفقة لبناء منشأة لإنتاج البوليمرات لتطبيقات الطلاء ومعالجة المياه ووقعت مذكرة تفاهم لدراسة جدوى استثمار مقترح في السيليكونات عالية الأداء.
ووقعت السعودية مذكرتي تفاهم مع شركتي مكديرموت وهانيويل بقيمة إجمالية تصل إلى 6.4 مليار دولار لتسليم مشاريع لتوطين سلع وخدمات مرتبطة بسلسلة إمدادات أرامكو.
وتم إبرام اتفاقية لتأسيس مصنع للإيثلين في الولايات المتحدة. وأبرم البلدان 3 اتفاقيات في مجال التعدين وتطوير القدرات البشرية واتفاقية في الاستثمارات الصحية لبناء وتشغيل عدد من المستشفيات في السعودية.
ووقع صندوق الاستثمارات العامة السعودي مذكرة تفاهم مع مجموعة بلاكستون الاميركية المتخصصة في إدارة الأصول، لإطلاق آلية استثمار جديدة بقيمة 40 مليار دولار لتمويل مشاريع تحديث البنية التحتية في الولايات المتحدة. وتقدم الاتفاقية دعما كبيرا لوعود ترامب باستثمار تريليون دولار في مشاريع البنية التحتية في بلده.
وأوضحت بلاكستون في بيان أن الصندوق السيادي السعودي سيساهم في هذه الآلية الاستثمارية الجديدة بمبلغ 20 مليار دولار، في حين سيتم تمويل النصف الآخر من مستثمرين آخرين.
وأشارت إلى أن هذا الصندوق الاستثماري الجديد سيكون قادرا في نهاية المطاف على استثمار ما يصل إلى 100 مليار دولار في مشاريع البنى التحتية الأميركية.
وقالت شركة بوينغ أمس إن السعودية ستشتري طائرات هليكوبتر من طراز شينوك وطائرات الاستطلاع بي-8. وكشفت أنها ستتفاوض لبيع ما يصل إلى 16 طائرة نقل ركاب عريضة البدن للخطوط السعودية.
وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان إن الاتفاقات التي تم توقيعها هي “اتفاقيات استثمارية تحمل فائدة مشتركة، وليست اتفاقيات شرائية فقط باتجاه واحد”.
وأضاف أن “ما تم توقيعه من اتفاقيات سيخدم الاقتصاد المحلي. الاتفاقيات شملت التركيز على خلق الوظائف، ونقل التقنية وليست فقط اتفاقيات شراء الأسلحة”.
وأكدت وزارة التجارة والاستثمار السعودية أمس أن تراخيص الاستثمار التي منحتها الهيئة العامة للاستثمار إلى 23 شركة أميركية ستسهم في توطين الوظائف.
وأضافت أن الشركات الأجنبية ستكون ملتزمة بنسب التوطين الرسمية، ويتوجب عليها تعيين سعوديين في مناصب قيادية وتدريب أكثر من 30 بالمئة من المواطنين.
وتلزم شروط التراخيص خلال السنوات الخمس الأولى، بتحقيق شروط بينها تصنيع 30 بالمئة من منتجاتها داخل السعودية وتخصيص 5 بالمئة لتأسيس برامج بحثية وتطويرية أو تأسيس مركز موحد لدعم الخدمات اللوجستية والتوزيع وتقديم خدمات ما بعد البيع.
ومنحت الرياض التراخيص الجديدة للشركات الأميركية بملكية كاملة للعمل في عدة قطاعات بينها المواصلات والخدمات اللوجستية والمصارف والصناعات التحويلية وغيرها.
العرب اللندنية