ديمسي وقاسم سليماني في العراق

ديمسي وقاسم سليماني في العراق

RAWABET +

بتاريخ 9 اذار 2015 وصل رئيس اركان الجيش الامريكي (مارتن ديمسي) الى العراق في زيارة مكوكية لبحث نتائج الحرب المعلنة على تنظيم ومقاتلي “داعش” واخر التطورات الميدانية على الساحة العراقية , حيث ان الزيارة جاءت بالتزامن مع استمرار العملية العسكرية في قواطع العمليات في محافظة صلاح الدين التي يقودها قائد الحرس الثوري الايراني (قاسم سليماني).
وفور وصوله التقى المسؤولين العراقيين ومنهم وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي وعقد مؤتمرا صحفيا تحدث فيه عن النظرة الاستراتيجية التي تتبنها الولايات المتحدة الامريكية والحشد الدولي في وقف تمديد وزحف تنظيم “داعش” واحكام السيطرة على مقاتليها وتحقيق الانتصارات عليها ميدانيا واشار الى النقاط التالية:
1- ان وتيرة الضربات الجوية بقيادة التحالف الدولي تبقى مرتبطة بقدرات الجيش العراقي على الارض ورغبة الحكومة العراقية بالتصالح مع السكان العرب السنة الذين يتوجسون من القوات العراقية التي يعتبرون ان الشيعة يهيمنون عليها .
2- ان على التحالف الدولي ان يعمل على تروي واتخاذ الوقت المناسب لجمع المعلومات اللازمة عن المواقع التي تخص تنظيم “داعش” والتي تستهدف من قبل طيران التحالف .
3- ان زيادة الطلعات الجوية وتكثيفها من شانها ان تعرض حياة المدنيين العراقيين للخطر, كما سيكون فعلها ان حدث مناسبة لتعزيز مكانة المسلحين المتطرفين.
4- اكد على عدم زيادة عديد القوات الامريكية في العراق وانه يرى ليس من الضروري العمل على تواجد كثيف في العراق بعد ان بلغ عديد القوات الامريكية نحو (2600) يقومون بتدريب الجيش العراقي.
5- دعا الحكومة العراقية الى وضع استراتيجية سياسية تمثل اركان رئيسية لوحدة وطنية سبق وان التزمت بها من خلال الورقة السياسية التي تبنتها حكومة العبادي.
6- اشار الى ان الولايات المتحدة الامريكية تنظر بعين من القلق والريبة للعلاقة التي تبديها الحكومة العراقية مع ايران التي تسلح وتدرب المليشيات العراقية .
7- اوضح ان على الحكومة العراقية ان تعمل بشكل جاد ورؤية متماسكة ووعي تام على ضرورة ابقاء الائتلاف الدولي موحدا في مواجهة “داعش”.
8- تعهد ديمسي بهزيمة “داعش” في العراق واستمرار مواجهته واضعاف قدراته وشل حركته .
يمكن لنا ان نستوضح ونستنتج النقاط المهمة التالية في الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس اركان الجيش الامريكي واهم المعطيات فيها :
1- اعترف بوجود وهيمنة النفوذ الايراني على الميدان العسكري في المواجهة الجارية حاليا بقواطع عمليات صلاح الدين ومشاركة المليشيات المسلحة المدعومة من النظام الايراني وتأكيده على ان الولايات المتحدة الامريكية تأمل ان لا يكون هذا التواجد ذات طبيعة طائفية.
2- اشار الى الدور الايجابي الذي من الممكن ان تلعبه القوات الايرانية مدعومة بتواجد مقاتلين من الاجهزة الامنية والعسكرية العراقية في تحرير مناطق صلاح الدبن واعادة هيبة الدولة العراقية اليها, مما يؤكد لنا ان الجانب الامريكي لا يمانع في التواجد العسكري الايراني الذي يعتبره مساهما فعالا في التصدي لتنظيم “داعش”
3- عدم ادانة التحالف الدولي لتواجد قاسم سليماني واركان جيشه من الحرس الثوري الايراني في الميدان العسكري لمواجهة “داعش” اخل العراق وانما نرى منه موافقة ضمنية وقبولا ايجابيا يؤكد حقيقية التغاضي عن هذا التواجد.
4- ان الولايات المتحدة الامريكية لا زالت تمارس في العراق مهمة التدريب ابناء العشائر السنية الذين تطوعوا للدفاع عن اراضيهم وحماية ممتلكاتهم من تنظيم “داعش” وحتى تعمل الادارة الامريكية على استمرار هذا الدعم العشائري السني اشار ديمسي الى ضرورة قيام الحكومة العراقية باحترام حقوق الشعب العراقي بجميع اطيافه وقومياته واديانه وان تكون مصانة وهذا تأكيد على النهج السياسي لهذه الادارة في علاقتها مع جميع مكونات المجتمع العراقي.
5- اكد ان التحالف الدولي في مواجهة “داعش” سيتفكك اذا لم تقوم الحكومة العراقية بتسوية الانقسامات الطائفية في البلاد وهي دعوة لمشاركة العرب السنة في ادارة البلاد وحماية ابنائها في المناطق التي تشهد صراعا عسكريا من قبل قوات الحشد الشعبي ضد مقاتلي “داعش” وتذكيرا بالانتهاكات التي يقوم بها عناصر الحشد الشعبي من تطهير عرقي مدروس وممنهج ضد ابناء السنة العرب.
6- ان القوات العراقية ومن يساندها بمقاتلي الحشد الشعبي والمليشيات المسلحة انما تخوض حربها ضد “داعش” بجهود وامكانيات عسكرية امريكية وهذا يشكل عمقا واضحا ودليلا ساطعا على التنسيق المشترك الميداني على الارض من قبل الامريكان مع جميع الاطراف التي تدير الصراع ضد “داعش” في العراق
7- اعطى دلالة واضحة للصيغة والنظرة الاستراتيجية في التعامل الميداني مع مقاتلي “داعش” وكيفية مواجهتهم والحد من قدراتهم وايقاف زحفهم عندما اشار الى فكرة (الصبر الاستراتيجي) في المواجهة مع التنظيم في سوريا والعراق ، اي ان هناك ابعادا سياسة تسعى اليها الولايات المتحدة في الحفاظ على مصالحها بالمنطقة بالتزامن مع النفوذ الايراني المتنامي في المنطقة ومحاولة الضغط لحل سياسي في سوريا .
8- اعاد الاذهان الى ممارسات الحكومة العراقية وحذرها من الطائفية السياسية التي تعتمدها في ادارة الحكم في العراق واشار الى ضرورة التزام حكومة العبادي بما اتفق عليه من بنود رئيسية في الورقة السياسية التي التزم بها العبادي .
9- ان التحالف الدولي جاد في هزيمة داعش داخل العراق وهو بذلك يشير الى الضغوط التي يتعرض لها مقاتلي (داعش) في جميع مناطق ومحاور القتال الممتد عبر الاراضي العراقية والسورية .
10- حذر من الاعلام التي ترفع في الميدان العسكري لمواجهة ( داعش) هي اعلام وشعارات طائفية تابعة للحشد الشعبي ، والمليشيات المدعومة من ايران وافتقاد الميدان للعلم العراقي ، وهي اشارات اراد منها تطمين العرب السنة في العراق وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة من تنامي النفوذ الايراني وهيمنته على القرار السياسي والعسكري في العراق.
ان زيارة (ديمبسي) للعراق تأتي والقوات العراقية والمليشيات المسلحة الموالية لايران وبأشراف قاسم سليماني تواصل عملياتها العسكرية الواسعة ضد قواطع عمليات صلاح الدين وبمشاركة (30) الف مقاتل من افراد الجيش والشرطة ومقاتلي الحشد الشعبي ، فهل سنرى تنسيقا امنيا عسكريا واضحا بين ايران والتحالف الدولي في مناطق ومدن اخرى ام سيكون للتحالف الدولي والولايات المتحدة شأناً اخراً في التعامل مع تحرير مدن كبرى من هيمنة داعش مثل الموصل بعد الانتهاء من العمليات العسكرية في مدن واقضية محافظة صلاح الدين .

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية