كشفت المواقف المبكرة، التي أظهرها نشطاء وإعلاميون محسوبون على الإخوان والحوثيين في اليمن عقب تعيين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز للأمير محمد بن سلمان وليا للعهد خلفا للأمير محمد بن نايف، عن حالة قلق وارتباك جراء هذه التغيرات.
وأشار العديد من المحللين إلى أن تولي الأمير محمد ولاية العهد يعد بمثابة التحول المفصلي الذي سينعكس بشكل كبير على العديد من الملفات في المنطقة، وعلى رأسها الملف اليمني الذي يشرف عليه الأمير محمد بن سلمان من خلال موقعه كوزير للدفاع.
ويربط مراقبون سياسيون بين المخاوف التي أظهرها نشطاء حزب الإصلاح بعد إعلان قرار تحويل ولاية العهد إلى الأمير محمد وبين ما عرف عنه ولي العهد السعودي الجديد من مواقف حاسمة تجاه مختلف جماعات الإسلام السياسي.
ويتوقع أن يسهم تعيين الأمير محمد بن سلمان في موقعه الجديد إضافة إلى احتفاظه بحقيبة الدفاع، في تحريك الجمود الذي أصاب الملف اليمني جراء الحسابات الخاصة لأطراف في الشرعية من بينها حزب الإصلاح. وقد عملت هذه الأطراف على تعطيل الحسم العسكري وإطالة أمد الحرب، في ظل غياب أي أفق للحل السياسي نتيجة تصلب مواقف الانقلابيين الذين باتوا يراهنون إلى حد كبير على ضعف أداء الحكومة الشرعية في إدارة الملفين السياسي والعسكري وعدم استفادتها من الدعم الكبير الذي تقدمه دول التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية.
تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد سينعكس بشكل كبير على العديد من الملفات في المنطقة وعلى رأسها الملف اليمني
ويذهب العديد من المحللين السياسيين إلى أن خبرة الأمير محمد بن سلمان التي اكتسبها من خلال إشرافه على الملف اليمني خلال الفترة الماضية، ستمكنه من اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة ستعيد عمليات التحالف العربي إلى مسارها الصحيح وستفضي إلى تمكين القوى الوطنية في الشرعية اليمنية التي عانت من تغول الإخوان للعب دور فاعل في الحرب والسلام وإعادة الإعمار.
وقال الكاتب والسياسي اليمني علي البخيتي لـ”العرب” إن تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد ومبايعة الأمير محمد بن نايف له يثبت أن دولة المؤسسات قوية وراسخة في المملكة، وأن الجميع يخضع لها، كما أنه أخرس الألسنة التي كانت تتمنى بل وتسعى لإيجاد صراع على السلطة داخل الأسرة الحاكمة السعودية.
وعن انعكاسات التعيينات على الملف اليمني توقع البخيتي أن يسهم تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد في الدفع بمسار التسوية في اليمن إلى الأمام. وأشار البختي إلى أن تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد رسالة قوية للإخوان المسلمين ولقطر، معتبرا أنهم “باتوا أمام ولي عهد شاب وملك مستقبلي على اطلاع بمؤامرات التنظيم الدولي للإخوان”.
ولفت البخيتي في تصريحه لـ”العرب” إلى الحملة التي أطلقها الإخوان المسلمين ضد الأمير محمد بن سلمان فور تعيينه وليا للعهد، وما تنشره الحسابات الإخوانية تحت أسماء مجهولة، وهي كلها بحسب البخيتي أمور “تثبت صحة قرارات المملكة التي وضعت حركة الإخوان على لائحة التنظيمات الإرهابية، وصحة التحرك تجاه قطر التي تحولت القنوات والمواقع والمؤسسات الإعلامية التي تمولها إلى التحريض علنا على إثارة الفتنة ضد السعودية”. واعتبر المحلل السياسي اليمني عبدالله إسماعيل القرارات التي أصدرها العاهل السعودي أنها بمثابة ترتيب للبيت الداخلي السعودي برؤية تؤكد أن السعودية الدولة المحورية في المنطقة، إضافة إلى أن التغييرات الأخيرة تعطي دلالات واضحة عن نهج السعودية الحازم في الملفات الداخلية والخارجية وهو ما سينعكس إيجابيا على مهمة التحالف العربي في اليمن.
كما أن “تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد يرسل رسالة واضحة وخيارا وحيدا لحزب الإصلاح بالاندماج الكامل وغير المشروط في الجيش الوطني ومؤسسات الدولة والتخلي عن فكر الميليشيا وإعلان فك ارتباطه عمليا عن جماعة الإخوان والتخلي الفوري عن نهج الابتزاز الذي مارسه الحزب وظهر واضحا في قرار مقاطعة قطر، أو الدخول في مواجهة لن تكون في صالحه”.
صالح البيضاني
صحيفة العرب اللندنية