وكشف نائب رئيس الهيئة السياسية لـ”التيار الصدري”، جعفر الموسوي، عن اتفاق مع “ائتلاف الوطنية” بزعامة إياد علاوي لتشكيل تحالف سياسي جديد بين الطرفين. وأعلن الموسوي في حديث لـ”العربي الجديد” عن حصول اتفاق في هذا الصدد وتوحيد المواقف بشأن ملفات سياسية عدة في البلاد. وأضاف “اتفقنا على تشكيل جبهة برلمانية موحّدة تضم أعضاء كتلة الأحرار الصدرية وائتلاف الوطنية للإسراع في تشريع القوانين المهمة والمعطلة ووضع الحلول والمعالجات الصحيحة للمشكلات التي تمر بها البلاد، والسعي لإيجاد تفاهمات متطابقة لمرحلة ما بعد تحرير الموصل من (تنظيم) داعش”، وفق قوله.
وبيّن الموسوي أن هذه الخطوة “تأتي في وقت تبدو فيه البلاد بأمسّ الحاجة إلى تكاتف الجهود وتوحيد الرؤى والسعي الجاد لاتخاذ المواقف الوطنية بناءً على الأسس والمصالح العامة بعيداً عن المصالح الفئوية والحزبية الضيقة”. وأكد أن “الطرفين اتفقا على ضرورة تسارع الخطى من أجل تصحيح مسار العملية الانتخابية من خلال تغيير أعضاء مفوضية الانتخابات واختيار أعضاء مستقلين يلبّون تطلعات الجماهير وإقرار قانون انتخابي جديد يضمن صوت الناخب ويسهم في إيجاد عملية سياسية تسير وفق إرادة المواطن العراقي”. وأوضح أن إيجاد مشروع سياسي مبني على أساس مهني لتصحيح مسار العملية الحالية والسير بالبلاد إلى بر الأمان هو المتفق عليه حالياً بين الجهتين، بحسب تأكيده.
بموازاة ذلك، تشير تسريبات كردية إلى تقارب واضح بين حزب “الدعوة الإسلامية” بزعامة نوري المالكي، مع “الاتحاد الوطني الكردستاني” بزعامة جلال الطالباني، لتشكيل تحالف ثنائي. وذكر سياسي كردي بارز أن التوافق موجود لكن حتى الآن هناك مباحثات للتوصل إلى صيغة اتفاق معينة وقد ينضم حزب إسلامي سني إلى نفس القائمة الانتخابية المحتملة، وفقاً لقوله.
في المقابل، أكّد محافظ الموصل السابق، القيادي في “اتحاد القوى العراقية”، أثيل النجيفي، في حديث لـ”العربي الجديد”، وجود توافق وتقارب كبير مع الحزب “الديمقراطي الكردستاني” بزعامة مسعود البرزاني، للدخول في قائمة انتخابية واحدة أو التوحد بعد انتهاء الانتخابات داخل قبة البرلمان. وأكد عقد الجانبين سلسلة لقاءات في أربيل حول التحالف الجديد المحتمل.
وينظر مراقبون سياسيون في بغداد إلى هذه التوجهات الجديدة للكتل والأحزاب باعتبارها نقطة تحول في العملية السياسية بالبلاد. وفي هذا الصدد، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد، عبد الرحمن حسين، إن التحالفات الجديدة تؤكد وجود خوف حقيقي لدى القيادات العراقية التي ظهرت بعد الاحتلال الأميركي عام 2003، من فقدان مناصبها بعد 14 عاماً من الاحتلال. وأضاف أن “شعبية الأحزاب ضعفت كثيراً وهناك خوف من دخولهم بنسخة مشابهة ومكررة لانتخابات 2014، وتلك التي جرت عام 2010، لذلك يبحثون عن شكل جديد لتحالفات أخرى ووجوه جديدة”، وفق تعبيره.
ورأى معاون مدير مركز “الدراسات السياسية” ببغداد، الدكتور فراس أحمد، أن “هذه الظاهرة تمثل بداية لتشقق التحالفات القديمة وولادة أخرى جديدة أقل تماسكاً وأكثر هشاشة”. وأضاف أن “الصراع الانتخابي هذه المرة سيكون محتدماً بين الأحزاب العراقية”، موضحاً أن “المعطيات التي كشفت عنها المفوضية العليا للانتخابات في الفترة الماضية، تشير إلى تسجيل أكثر من 100 كيان سياسي، منها 56 من الأحزاب القديمة التي شاركت في الاستحقاقات الانتخابية الماضية وقرابة 45 من الأحزاب الجديدة التي تسجل حديثًا”، وفق قوله.