القاهرة – سجل يوم دموي جديد في سيناء بسقوط أكثر من 23 قتيلا في صفوف الجيش المصري و30 جريحا بينهم ضابطان، الجمعة، على خلفية هجوم شنه مسلحون على حاجز عسكري في مدينة رفح بالقرب من قطاع غزة.
في المقابل تمت تصفية 40 إرهابيا بينهم 10 عناصر برصاص قوات الكمين و30 إرهابيا سقطوا على أيدي القوات الجوية، كما دمرت ست عربات استخدمها المهاجمون.
وكان المتحدث العسكري المصري قد أعلن عقب الهجوم عن سقوط 26 بين قتيل وجريح في صفوف الجيش.
وتضاربت الأرقام بخصوص العدد الفعلي للقتلى والجرحى بيد أن آخر المعطيات تؤكد مقتل 23 بينهم العقيد أحمد منسي قائد كتيبة الصاعقة.
وتم الهجوم باستخدام عربات مفخخة اقتربت من النقطة الأمنية ثم انفجرت، وأعقبته اشتباكات بالأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون.
ونشرت صفحة المتحدث العسكري المصري صورا لخمسة أشخاص قالت إنهم من المتشددين القتلى وقد تلطخت ملابسهم بالدماء دون أن تشير إلى الجماعة التي ينتمون إليها.
ونشر موقع التلفزيون المصري على الإنترنت تسجيلا صوتيا منسوبا للعقيد أحمد منسي قبيل مقتله، وأمكن فيه سماع عبارات وسط دوي طلقات رصاص منها “يمكن تكون دي (هذه) آخر لحظات حياتي في الدنيا. أنا لسه (مازلت) عايش في هجوم جماعة دواعش التكفيريين علينا في مربع البرث”. والهجوم وقع تحديدا في منطقة البرث جنوبي رفح التي تقع على الحدود مع قطاع غزة، وهو ما قد يكون رسالة موجهة إلى القاهرة بأن تعزيز الاجراءات مع القطاع لن يحول دون القيام بعمليات نوعية تستهدف أمنها القومي.
مراقبون يرون أن العملية الإرهابية في سيناء قد يكون الهدف منها خلخلة التفاهمات التي أبرمت بين مصر وحماس
ويرى البعض أن العملية قد يكون الهدف منها خلخلة التفاهمات التي أبرمت بين مصر وحماس.
وكانت القاهرة قد توصلت في الفترة الأخيرة إلى تفاهمات مع حركة حماس بشأن تعزيز الرقابة على الحدود المصرية مع غزة، وبدأت فعلا الحركة الفلسطينية في تشييد منطقة عازلة داخل حدود القطاع.
وتمتد المنطقة بطول 12 كيلومترا وعرض مئة متر، وسيتم بعد تعبيد الطريق في الجانب الفلسطيني من الحدود تركيب نظام كاميرات وتشييد أبراج مراقبة عسكرية، كما أعلن اللواء توفيق أبونعيم وكيل وزارة الداخلية في غزة.
وسارعت حماس عقب وقوع الهجوم إلى إصدار بيان شديد اللهجة اعتبرت فيه أن “الهجوم لا يستهدف أمن مصر واستقرارها فحسب بل أيضا أمن الأمة العربية جمعاء”.
وأضاف البيان أن “هذا العمل الإجرامي من شأنه إدخال المنطقة في دوامة من العنف والقتل والإرهاب تماشيا مع مخططات تقسيمها ونهب مقدراتها وثرواتها”.
وتوالت ردود الأفعال المنددة والمستنكرة لهذا الهجوم الدموي، واعتبرت دولة الإمارات أن “جريمة جديدة تضاف إلى السجل الأسود للإرهاب والإرهابيين”، فيما طالب الأردن “بضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي لمواجهة قوى الظلام التي تستبيح الآمنين في كل مكان في المنطقة والعالم واجتثاثها من جذورها”.
وينشط إسلاميون متشددون في شمال سيناء قتلوا المئات من أفراد الجيش والشرطة في السنوات الأربع الماضية.
وتبنى تنظيم “ولاية سيناء” الذي كان يسمى “أنصار بيت المقدس” قبل مبايعته تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014، غالبية الهجمات على قوات الأمن في سيناء وقتل مئات العناصر من الجيش والشرطة.
العرب اللندنية