صنعاء – كشفت مصادر خاصة لـ”العرب” عن إعداد الحوثيين لقوائم سوداء تضمنت المئات من القيادات المؤثرة في حزب المؤتمر الشعبي العام، حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح وضباط سابقين في الحرس الجمهوري، مضيفة أن الفترة القادمة قد تشهد قيام الحوثيين بحملة اعتقالات تطال الكثير من أنصار صالح وقيادات حزبه.
وعادت أجواء التوتر لتخيم على العلاقة بين الحوثيين وحزب المؤتمر رغم تنازلات الرئيس السابق بمناسبة المهرجان الجماهيري الذي أقامه الحزب في الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيسه.
وأطلقت قيادات في الجماعة الحوثية تصريحات جديدة تصبّ في اتجاه الإصرار على المضيّ قدما في تحجيم دور صالح وحزبه، في مؤشر يدل على رغبة الحوثيين في التخلص من حليفهم والاستحواذ على السلطة في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
وطالب رئيس ما يسمّى باللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي بالتحقيق في معلومات نشرها قيادي بحزب المؤتمر مقرّب من الحوثيين عن تورط قيادات بالحزب في المساعدة على تهريب الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي من منزله في صنعاء إلى عدن في فبراير 2016.
وأطلق قيادي حوثي آخر تصريحا مثيرا للجدل حول ضرورة منع صالح من ممارسة العمل السياسي. وقال القيادي البارز في الجماعة الحوثية صادق أبوشوارب إن “هناك مطالبة شعبية بالحجر السياسي على صالح وإقالته من رئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام” بزعم أنه لم تعد لديه أهلية قانونية.
وارتفعت وتيرة المطالبة في صفوف حزب المؤتمر بضرورة فك الارتباط مع الحوثيين وإنهاء مشاركة الحزب في المجلس السياسي الأعلى وما يسمّى “حكومة الإنقاذ”.
ويشير وكيل وزارة الإعلام اليمنية نجيب غلاب في تصريح خاص بـ”العرب” إلى أن الجماعة الحوثية تعمل على احتواء قوة صالح ولا تريد أيّ صراع معه، لافتا إلى أن الحوثيين “لن يركزوا إلا على صالح ودوائره الضيقة” بزعم أن “هذا كفيل بإنهاء أيّ تهديد مستقبلي من التيار الذي يمثله المؤتمر غير أن هذا الاعتقاد الحوثي غير صحيح”.
ويلفت غلاب إلى أن التيار الحوثي الذي يتبنّى هذه الرؤية، ينطلق من منطلقات يروّج لها الإخوان ومن ورائهم قطر، وترتكز على تصفية مؤتمر صالح باعتباره الخطر الأول وهو ما يعطي مؤشرا واضحا على المخططات الجديدة في اليمن التي تتبناها قطر وإيران.
العرب اللندنية