الشيخ جمال الضاري: قبل ان يبزغ فجر ٢٥ ايلول ٢٠١٧

الشيخ جمال الضاري: قبل ان يبزغ فجر ٢٥ ايلول ٢٠١٧

الشيخ جمال الضاري
رئيس المشروع الوطني العراقي

مهما كانت النتيجة، اعلان تأجيل الاستفتاء او المضي به فهناك ثمانية حقائق لفشل تأريخي وكارثي وكما يلي:
١. فشل الولايات المتحدة في:
أ. منهجها واستراتيجيتها في التعامل مع العراق وعدم فهمها لطبيعة الصراعات التي ضربت المجتمع العراقي منذ عام ٢٠٠٣.
ب. الفشل في تحليل القوى الفاعلة في الساحة العراقية وعدم تقبل نصائح وملاحظات القوى الوطنية العراقية في صياغة خطوات حل شامل للمشكلة العراقية.
ج. الفشل في اختيار الحلفاء والاصدقاء سواء من الاكراد او مكونات التحالف الوطني الحاكمة والذين لهم كامل القدرة والاصرار على الاستغناء عن هذه العلاقة الاستراتيجية مقابل رؤيتهم وما تبنى عليها من قرارات.
د. الفشل امام العالم في الصورة التي رسمها هذا العالم للدور الامريكي في العراق وكيف انها تتحكم بمفاتيح الامور عند الضرورة.
ه. الفشل بعدم اعترافها بان المشكلة العراقية اكبر واعمق واخطر من ان يكون موظف امريكي مسؤول عنها وهو الذي يقدم مقترحات الحل التي يتم اعتمادها وفقا لرؤيته الشخصية وخبرته الخاصة دون فهم حقيقي لحجم الخطر ونتائجه.
٢. فشل الحكومة العراقية ومنظوماتها ومؤسساتها في:
أ. انها لاتتعامل بروح المسؤولية مع تطلعات ورغبات شعبها وان كانت بعضها غير مشروعة والاصرار على التعامل الفوقي والاقصائي.
ب. عدم ايمانها بمفهوم الشراكة واقتصار مدخلات قراراتها على قوى وكتل التحالف الوطني فقط.
ج. انغلاقها على فكر وايديولوجية لاتهدف لبناء دولة ولاتمثل فكر وايدولوجيات شركائها.
د. هشاشة بناء الدولة وكياناتها وتحالفاتها.
ه. عدم اشراكها لشركائها في مناقشة واقرار القضايا المصيرية والهامة.
٣. قيام القيادة الكردية في التخطيط والتعبئة وحشد الاصدقاء او تحييدهم والتنفيذ لموضوع الاستفتاء وطرحه كحالة كردية وليس وطنية وجر الاقليم لحالة مواجهة غير متكافئة ولموقف غاية في الخطورة سواءا جرى الاستفتاء او الغي او تم تأجيله، وسيكون هناك عواقب لسوء تقدير الموقف. اضافة الى تعامل القيادة الكردية ممثلة بالوفد الكردي القيادي الذي زار بغداد واجتماعاته مع التحالف الوطني فقط دون اعتبار لرؤية قوى سياسية اخرى شريكة وفاعلة وفي خطوة كرست مفهوم الاستفراد الطائفي للسلطة بدلا من عرض الموضوع في الفضاء الوطني.
٤. فشل قوى المكون السني والقائمة الوطنية
التي تم تهميشها بعد ان همشت هي نفسها وفي وضوح كامل لانهيار مفهوم الشراكة الوطنية بعد كل التصدعات التي جابهها.
٥. فشل القوى الوطنية العراقية الحقيقية في عدم توحدها وتنازلها عن سقوف رؤيتها التي تمنع تقاربها وهي ترى انهيار التحالفات التي اقصتها، وهي ترى تشضي وحدة العراق، وهي ترى الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون ترفع شعاراتها الوطنية في وحدة العراق والدفاع عنها، وهي ترى ان حتى مكانها الاعتباري سيضيع منها.
٦. الفشل الشعبي لقطاعات الشعب العراقي المهمشة والتي دائما ماتدفع فواتير هذه القرارات من الدم والحرمان وعدم تحركها وانتفاضها وتحديد مصيرها.
٧. الفشل العربي في فهم اسس المشكلة العراقية وعدم مساعدتها لمشاريع انتشال العراق ومساعدته وانقاذه.
٨. فشل المجتمع الدولي في ان يلعب دور مؤثر وشريك اساسي في حل المشكلة العراقية بعد ترك الولايات المتحدة كلاعب اساسي مع ايران في حل المشكلة العراقية.

ختاما..
سيكبو العراق مرة اخرى وهو المتعب والمريض بالطائفية والعنصرية والفساد والتخلف والارهاب والانقسام، وهذه المرة ستكون كبوته مكلفة جدا، ولكنها من جانب اخر ستدفع كل العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة لان يفوق من احلامه وينتبه لمساراته التي ان استمرت فلن يسلم مكان من حريق العراق.

 

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية