كشف المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد عن أنه يعمل على مقترح شامل لحل الأزمة اليمنية يتضمن مبادرة إنسانية. وقال في مؤتمر صحفي بعد جلسة لمجلس الأمن الدولي مساء أمس إن هدفه الآن العمل على جمع أطراف النزاع في مكان خارج اليمن، مرجحا أن يتم ذلك في جنيف.
وعن شكل المبادرة التي يعمل عليها قال ولد الشيخ إنها ستطرح قضايا بناء الثقة، كتقوية ميناء الحديدة بغية استعماله لإيصال المساعدات، وقضية الرواتب وحصار تعز.
وفي كلمة أمام جلسة لمجلس الأمن خصصت لمناقشة الأوضاع الإنسانية في اليمن، قال ولد الشيخ أحمد إن أطراف النزاع ماضية في صراع عقيم بينما يعاني الشعب كارثة إنسانية، مؤكدا أنه يعد مقترحا من أجل عودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات.
وأضاف المبعوث الأممي أن ثلث مقاطعات اليمن تعاني خطر المجاعة وتفشي الكوليرا، معتبرا أن وباء الكوليرا باليمن هو الأسوأ في تاريخ العالم، وأشار إلى أن هناك أخطارا مضاعفة في اليمن مع تزايد خطر الإرهاب، مطالبا مجلس الأمن باستخدام نفوذه لوقف الصراع.
وتحدث عن أن قصفا على صنعاء في 15 و18 سبتمبر/أيلول الماضي أدى إلى مقتل عدد من المدنيين، بينهم ثمانية أطفال، وتابع “لطالما ذكّرنا الأطراف المتحاربة في اليمن بمراعاة المدنيين في قواعد الاشتباك”.
أسف ودعم
في سياق متصل، أعرب مجلس الأمن عن أسفه العميق لعدم إحراز تقدم في العملية السياسية في اليمن، وتدهور الحالة الإنسانية هناك. وجدد تأكيد دعمه لحل سياسي، باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في اليمن. ودعا الأطراف إلى الاتفاق فورا على وقف دائم للأعمال القتالية.
وقال المجلس في بيان تلاه المندوب الفرنسي فرنسوا ديلاتر، إن على جميع الأطراف وخصوصا الحوثيين، التجاوب مع المقترحات الشاملة التي قدمها المبعوث الخاص للأمم المتحدة من أجل السلام.
كما دعا مجلس الأمن إلى التنفيذ الكامل للقرارات الصادرة عنه ذات الصلة، وتحديدا ما يتعلق بتوفير وصول إنساني سريع ودون إعاقة إلى سكان جميع المحافظات اليمنية المتضررة من خلال جميع الموانئ والمطارات اليمنية، وأهمها ميناء الحديدة ومطار صنعاء.
من جانبه، قال مدير عمليات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية جون غينغ إن سبعة ملايين يمني يواجهون خطر المجاعة، ويفاقم معاناتهم وباء الكوليرا، لافتا إلى أن منع المرتبات يؤثر على ربع سكان البلاد.
وأوضح أن الأطفال يدفعون ثمنا باهظا للحرب، حيث يعاني أكثر من 460 ألف طفل ظروفا إنسانية مأساوية بسبب الصراع اليمني.
وأضاف غينغ أن منظمات الأمم المتحدة تحاول إيصال المساعدات إلى السكان، لكن الأمر ما زال محفوفا بالمخاطر، وطالب بإدخال المساعدات عبر ميناءي عدن والحديدة ومطار صنعاء، كما طالب المجتمع الدولي بإيجاد حل قابل للتنفيذ للأزمة اليمنية.
استحقاقات وتفاعل
وفي الجلسة نفسها، قال مندوب اليمن إن الحكومة اليمنية مستعدة للتفاعل الفوري مع استحقاقات السلام، وإنها لم تلجأ إلى استخدام السلاح في بداية الأزمة، مؤكدا أنها تسعى لبناء دولة ديمقراطية اتحادية تحترم حقوق الإنسان.
وأضاف أن الانقلابيين حولوا بلاده إلى سجن كبير خلال السنوات الثلاث الماضية، وأنهم يستهدفون أمن واستقرار اليمن بدعم إيراني عبر سرقة 70% من موارد الدولة، كما اتهمهم بأنهم لا يمتلكون إرادة سياسية للتفاعل مع استحقاقات السلام باليمن، وقال يجب عليهم سحب مليشياتهم من المدن والجلوس إلى طاولة الحوار.
كما قال المندوب اليمني إن بلاده مستعدة لفتح مطار صنعاء اليوم، لكن بعد انسحاب الحوثيين منه.
المصدر : الجزيرة + وكالات