أفادت مصادر عسكرية عراقية أمس بأن القوات الحكومية دخلت سد الموصل وتولت مهامها بالاشتراك مع البشمركة، كما انتشر الجيش بمحافظتي كركوك وديالى مع انسحاب البشمركة إلى إقليم كردستان العراق، وأمر رئيس الوزراء حيدر العبادي القوات العراقية بإخراج كل الفصائل المسلحة من كركوك وفرض الأمن في المدينة.
وقال مصدر عسكري عراقي إن الجيش دخل إلى سد الموصل شمال المدينة وتولى مهامه إلى جانب البشمركة، حيث جرى توزيع القطعات وفق خطة مشتركة بينهما على أن يتسلم الجيش الجهة الغربية للسد، وتتسلم البشمركة الجهة الشرقية.
من جهته، قال مدير شرطة قضاء مخمور (جنوب الموصل) هاني السورجي إن قوات مشتركة من القوات الحكومية والبشمركة انتشرت بالقضاء، في حين رفض الجيش انتشار الأخيرة في المواقع الحكومية الهامة بالقضاء، مؤكدا أن الأوضاع عادت إلى طبيعتها وأن أعدادا كبيرة من النازحين عادوا إلى منازلهم.
اشتباكات بربيعة
واندلعت اشتباكات أمس بين الجيش والبشمركة بناحية ربيعة، وأسفرت عن إصابة ضابط بالجيش، وذلك إثر محاولة الجيش نشر وحداته في قرية المحمودة. في حين قالت البشمركة إنها لم تبلغ بالأمر فاندلع القتال. وأضاف المصدر أن قائد عمليات غرب نينوى اللواء كريم شويلي حضر إلى موقع المواجهات واحتوى الموقف.
وذكرت الأناضول -نقلا عن مصدر عسكري عراقي- أن القوات الحكومية استلمت أمس معبر ربيعة الحدودي مع سوريا شمالي البلاد، ورفعت العلم العراقي فوقه.
وكان الجيش أعلن أمس فرض سيطرته على كامل محافظة كركوك بعد يومين من بدء حملة عسكرية لفرض سلطة الحكومة الاتحادية على مناطق متنازع عليها مع سلطات إقليم كردستان، وأكدت مصادر بالجيش أن البشمركة عادت للمواقع التي كانت تسيطر عليها في يونيو/حزيران 2014، أي قبل اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية شمالي وغربي العراق.
الوضع بكركوك
وأمر رئيس الوزراء القوات العراقية بإخراج كل الفصائل المسلحة من كركوك وفرض الأمن في المدينة، كما أمر بـ “ملاحقة الأشخاص الذين ينشرون الكراهية والعنصرية ومقاطع فيديو مزيفة هدفها إيقاع الفتنة بين المواطنين وتعريض السلم الأهلي للخطر” مؤكدا أن الأمن في محافظة كركوك “مستتب وتحت سيطرة الشرطة المحلية بإسناد من جهاز مكافحة الإرهاب”.
وفي السياق ذاته، أعلنت قيادة عمليات فرض الأمن في كركوك أنها شرعت في تنفيذ جولات ميدانية لطمأنة أهالي كركوك بعدم وجود أي تفتيش أو إلقاء قبض.
وقالت مصادر أمنية كردية وشهود عيان إن مئات العائلات الكردية بدأت بالنزوح بعد ظهر الأربعاء من محافظة كركوك باتجاه محافظتي أربيل والسليمانية خشية تعرضها لما وصفتها بعمليات انتقامية يرتكبها الحشد الشعبي عقب دخوله مع القوات العراقية المحافظات الشمالية، وخاصة كركوك.
ووفق تلك المصادر، فإن الحشد الشعبي قام بعمليات دهم وتفتيش لمعظم منازل الأكراد الذين ينتمي أفرادهم إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود البارزاني، وقد تم اعتقال العشرات منهم.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 62 ألفا نزحوا من كركوك وحدها عقب دخول القوات العراقية والحشد للمحافظة.
الجزيرة