شهدت شوارع مدينة برشلونة، السبت، مظاهرة شارك فيها الآلاف رفضًا لاعتزام الحكومة المركزية بمدريد، اللجوء لتطبيق المادة 155 من الدستور، والتي تقضي بحل حكومة كتالونيا والذهاب لانتخابات مبكرة.
وشارك في المظاهرة رئيس حكومة برشلونة، كارلس بودجمون، وأعضاء من الحكومة، بجانب آلاف من المؤيدين للانفصال، وسط برشلونة.
وأخذ المتظاهرون يرددون هتافات مؤيدة لانفصال الإقليم، من قبيل: “الاستقلال” و”الديمقراطية” و”الحرية”.
واعتبر الرئيس السابق لكتالونيا صاحب فكرة الاستقلال عن إسبانيا، أرتور ماس، في كلمة له أمام المتظاهرين، خطوة الحكومة “غير أخلاقية وغير قانونية، وتكميمًا لأفواه الكتالونيين”.
ونشر نواب من حزب “الوحدة من أجل نعم” الحاكم في كتالونيا تغريدات على موقع “تويتر”، انتقدوا فيها بشدة حكومة مدريد.
وشبه النواب إجراءات الحكومة بالانقلاب العسكري الفاشل الذي شهدته إسبانيا في 23 فبراير/شباط 1981.
كما اعتبر نواب في برلمان كتالونيا خطوة مدريد “أبشع هجوم تتعرض له كتالونيا منذ مئة عام”، ووصفوها بأنها “انقلاب على الديمقراطية”.
وفي وقت سابق اليوم، قال رئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي، إنه طلب من مجلس الشيوخ منحه سلطة مباشرة لحل حكومة إقليم كتالونيا، والدعوة إلى انتخابات مبكرة في أقرب وقت ممكن.
وأوضح راخوي، عقب اجتماعه مع حكومته في مدريد، إن الحكومة المركزية تحتاج لاتخاذ خطوة غير مسبوقة “لاستعادة النظام” في كتالونيا أمام جهود الانفصال الذي تدعمه الحكومة الإقليمية.
وأضاف أن حكومته لم تلغِ الحكم الذاتي في الإقليم، لكنها تريد تجريد مسؤوليه من مناصبهم لكونهم “انتهكوا القانون”.
واقترح راخوي على وزراء الحكومة المركزية في مدريد تولي صلاحيات المسؤولين الكتالونيين.
ومطلع أكتوبر/تشرين أول الجاري، أجرى الإقليم استفتاءً على الانفصال عن إسبانيا، وصفه مدريد بأنه “غير شرعي”، فيما قالت الحكومة المحلية إن نسبة من صوتوا لصالح خطوة الانفصال بلغت 90 %.
وتتمتع كتالونيا بأوسع صلاحيات الحكم الذاتي بين أقاليم إسبانيا الـ17.
وتبلغ مساحة الإقليم 32.1 ألف كم مربع، ويضم 4 مقاطعات هي: برشلونة وجرندة ولاردة وطراغونة.
ويبلغ عدد سكانه 7 ملايين و500 ألف نسمة من إجمالي عدد سكان إسبانيا المقدر بنحو 47 مليون نسمة
“القدس العربي”- (وكالات)