استهل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي زيارته الرسمية لإيران بقوله “لا نقبل إلا بإلغاء الاستفتاء والالتزام بالدستور” كشرط لاستئناف الحوار بين بغداد وأربيل لحل الخلافات بينهما والتي نشبت بعد إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان العراق نهاية الشهر الماضي.
وأضاف العبادي في بيان صادر عن مكتبه أنه أكد خلال مباحثاته مع إسحاق جهانغير نائب الرئيس الإيراني في طهران التي وصلها مساء أمس الأربعاء أن حكومته كانت قد حذرت سلطت إقليم كردستان من إجراء الاستفتاء، “لكن دون جدوى”.
وتابع “نحن لا نقبل إلا بإلغاء الاستفتاء والالتزام بالدستور”، واصفا العمليات التي تجري في أطراف حدود الإقليم بأنها “دستورية وتهدف إلى بسط السلطة الاتحادية وإخضاع هذه المناطق للسلطة الاتحادية وهي انتصار للعراقيين جميعا”.
وقال العبادي في إيران إن “تعزيز العلاقات بين العراق وإيران مهم ليس لنا فقط وإنما لعموم المنطقة وأمنها واستقرارها وازدهارها، ونحن ندعو إلى التعاون وتبادل المصالح لخدمة شعوبنا وإنهاء التدخلات التي أدت إلى المزيد من الدمار والضحايا”.
ونقل البيان عن نائب الرئيس الإيراني أنه هنأ العبادي “بنجاحه في حفظ وحدة العراق وسيادته”. وقال البيان إن نائب الرئيس الإيراني أكد على استمرار إيران “بدعم العراق والمساهمة ببنائه واستقراره”.
ومن المقرر أن يلتقي العبادي المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس حسن روحاني وعددا من المسؤولين الإيرانيين، وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن العبادي سيطلع القادة الإيرانيين على مواقف العراق من ملفات المنطقة ومستقبلها.
جولة
وتعتبر هذه الزيارة الثانية للعبادي إلى طهران خلال السنة الحالية، حيث وصل العاصمة الإيرانية قادما من أنقرة التي زارها لعدة ساعات، وذلك استكمالا لجولة إقليمية شملت أيضا السعودية ومصر والأردن.
ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن مصادر عراقية أن رئيس الوزراء العراقي ينوي زيارة سوريا قريبا “في إطار مشروع عراقي لحل أزمات المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار فيها”.
وقبل زيارته طهران قال العبادي لصحيفة واشنطن بوست إنه لا يسمح بأن يصبح العراق ساحة لصراع أميركا وإيران، مضيفا “من فضلكم لا تجلبوا مشاكلكم إلى داخل العراق، وبإمكانكم فرزها في أي مكان آخر”.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال لقائه العبادي إن أنقرة تجدد رفضها نتائج استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق، مشيرا إلى أنه ناقش مع العبادي الخطوات السياسية والعسكرية والاقتصادية الممكن اتخاذها بعدما وصفه بأنه استفتاء “غير مشروع” أجراه أكراد العراق في 25 سبتمبر/أيلول الماضي.
وأضاف أن حجم التبادل التجاري بين بغداد وأنقرة يبلغ أكثر من تسعة مليارات دولار، وتركيا تسعى إلى زيادته، مؤكدا أن بلاده مستعدة لتقديم كل أشكال الدعم للعراق بهدف تمكينه من مد شبكة أنابيب للنفط عبر الأراضي التركية.
كما أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أن بلاده تدافع عن سلامة الأراضي العراقية ووحدتها السياسية، مضيفا أن صلاحية إدارة وتشغيل المعابر الحدودية تعود إلى الحكومة المركزية ببغداد، وتركيا ستقدم الدعم لها لنقل إدارة معبر إبراهيم الخليل (الخابور على الجانب التركي) إليها.
المصدر : الجزيرة + وكالات