تناولت صحف بريطانية في افتتاحياتها أزمة كتالونيا، فقالت إحداها إن على الانفصاليين الكتالونيين أن يدركوا أنه لا خير في الدول الفاشلة، وقالت أخرى إن أزمة كتالونيا أثبتت فشل الاتحاد الأوروبي في القضاء على القوميات.
وقالت صحيفة تايمز في افتتاحية بعنوان “جحيم إسبانيا” إن إسبانيا وكتالونيا دخلتا مرحلة من الوقوف على أعتاب الهاوية، وإن أي خطأ في إدارة الأزمة سيضع وحدة إسبانيا العضوة الكبيرة والمهمة بالاتحاد الأوروبي موضع شك.
ووصفت الصحيفة هذه الأزمة بأنها أكبر أزمة دستورية تمر على إسبانيا منذ بداية نظامها الديمقراطي في 1978، وأنها ستثير اهتمام الانفصاليين على نطاق العالم، وتوقعت أن يزداد التوتر بين طرفي الأزمة خلال الأيام المقبلة.
وأضافت أن التصويت في البرلمان الكتالوني على “الاستقلال” أظهر أن الانقسام وسط الكتالونيين لا يقل حدة عن الانقسام بين برشلونة ومدريد، إذ إن خيار “الاستقلال” فاز بهامش ضئيل (72 مقعدا من جملة 135 مقعدا).
إدارة ضعيفة
ووصفت تايمز إدارة كارلس بوغديمونت التي تقود الانفصال بأنها غير قادرة على إدارة جمهورية مستقلة، مشيرة إلى أن الاستفتاء الذي نظم أول الشهر الجاري قد حصل على 43% فقط من أصوات الناخبين، كما أن قانون الاستفتاء لم يتضمن حدا أدنى للمشاركة حتى يصبح الاستفتاء قانونيا.
وأشارت إلى أن كتالونيا هي أغنى إقليم بإسبانيا، لكن الأشهر الماضية أظهرت فقر إدارته، وقالت إنه كان من المتوقع أن يعلن بوغديمونت الخميس الماضي انتخابات جديدة، وهذا أمر من شأنه أن يثبت على الأقل أن الانفصال يتمتع بشرعية شعبية، لكن اتضح أن اهتمام قائد الانفصال كان يركز على أن كثيرا من الكتالونيين يوافقون على حجة مدريد بأن الاستقلال يتناقض مع الدستور، ولذلك أسرع بوغديمونت بإعلان الاستقلال من البرلمان.
وحثت الصحيفة مدريد على أن تقر بخطئها في ممارسة العنف ضد الكتالونيين، الأمر الذي أفقدها كثيرا من المؤيدين، وأن عليها الاعتراف بأن أي حل غير الحل السياسي سيفاقم هذه الأزمة.
آخرون يراقبون
واختتمت تايمز بأن هذه الأزمة لم تعد داخلية فقط، فهي تمس الدولة الحديثة في أوروبا، كما أن الانفصاليين بالشرق الأوسط مثل أكراد العراق وبعض اليمنيين وسكان شرق ليبيا يراقبون الكيفية التي تتصرف بها ديمقراطية متطورة مع قضية تشبه قضيتهم.
وقالت صحيفة تلغراف إن الهدف الأول للاتحاد الأوروبي عندما تم إنشاؤه عقب الحرب العالمية الثانية كان منع استمرار القوميات والاستبداد، وجعل أوروبا موحدة وأكثر ديمقراطية وثراء واستقرارا حتى لا تترك ثغرة لنشوء التطرف فيها مرة أخرى.
وأضافت أن أزمة كتالونيا أثبتت فشل الاتحاد الأوروبي في تحقيق هدفه الأول المذكور، ووصفت هذه الأزمة بأنها صراع بين قوميات.
وأكدت تلغراف ما قالته تايمز من أن رد الفعل المبالغ فيه من مدريد على إجراء الاستفتاء في برشلونة كان خاطئا وأفقدها كثيرا، مضيفة أنه أعطى الانفصاليين نصرا أخلاقيا كانوا في أشد الحاجة إليه.
المصدر : ديلي تلغراف,تايمز