أبوظبي وكالات: قال مسؤولون أمس الأحد أن شركة «موانئ أبوظبي» أرست عقدا على «كوسكو الصينية» للملاحة البحرية لبناء محطة شحن جديدة للحاويات في أبوظبي، ستكون الأكبر من نوعها في المنطقة.
وفي 2016، فازت «كوسكو» بإمتياز مدته 35 عاما لبناء وتشغيل مرفأ جديد للحاويات في ميناء خليفة في أبوظبي. وقالت حينئذ أنها تخطط لاستثمار ما يزيد عن 700 مليون دولار هناك.
وفي يوليو/تموز الماضي، اجتذبت أبوظبي خمس شركات صينية لإقامة مشروعات صناعية متنوعة في منطقتها الصناعية باستثمارات مبدئية قدرها 300 مليون دولار.
وتتألف المحطة الجديدة من مساحة قدرها 275 ألف متر مربع، مع خطط لإضافة 150 ألف متر مربع أخرى في مرحلة لاحقة. ومن المنتظر تشغيل المحطة في الربع الأول من 2019، وهو نفس موعد افتتاح مرفأ الحاويات الجديد في ميناء خليفة.
وقال محمد جمعة الشامسي، الرئيس التنفيذي لـ«موانئ أبوظبي» ان بناء مرفأ الحاويات الجديد في ميناء خليفة «سيدعم أحجام الشحنات الآتية إلى الميناء والمنطلقة منه ويعزز ثقة المستثمرين في منطقة خليفة الصناعية».
وبموجب العقد الجديد تقوم شركة «كوسكو» الملاحية بتطوير أكبر محطة فرز للحاويات في المنطقة، والتي من شأنها أن توفر مركزا رائدا لخدمات التجميع والتفريق وحشو البضائع وتخفيض وزن البضائع والتخزين على المدى القصير للشحنات غير المجمعة فضلا عن سهولة التواصل مع محطات الحاويات في ميناء خليفة.
وأشاد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الدولة ورئيس مجلس إدارة موانئ أبو ظبي»، بهذه الاتفاقية الاستراتيجية «التي تأتي تماشيا مع توجيهات القيادة وتتويجا للعلاقات التاريخية المتينة التي تربط دولة الإمارات مع جمهورية الصين في المجالات كافة».
وأضاف أن «موانئ أبوظبي» تحرص على تحقيق الأولويات الاستراتيجية لرؤية « أبوظبي الاقتصادية 2030 « الرامية إلى بناء اقتصاد متنوع مستدام قائم على الابتكار والمعرفة، وذلك من خلال تسهيل التجارة مع دول العالم، وتعزيز عملية التنمية الاقتصادية، وتسهيل تطوير القطاع الصناعي واستقطاب المزيد من الاستثمارات الخارجية، وتوفير المزيد من فرص العمل للكوادر المواطنة في قطاع الموانئ والنقل البحري.
وقال نينج غيزه، المسؤول الحكومي الياباني في مجال النقل البحري، ان ميناء خليفة يعد واحدا من أسرع الموانئ العالمية نموا، فضلا عن كونه بوابة مهمة للمنطقة مما يوفر إمكانيات وقدرات كبيرة.
وأضاف أن شركته حققت إنجازا لافتا في مشاريع تطوير الموانئ مع «موانئ أبوظبي» خاصة إن التقدم الذي تم تسجيله في هذا المشروع يمثل فصلا جديدا بين الصين والإمارات على صعيد الاستثمارات في قطاعات البُنية التحتية والبناء والخدمات.
وقال أيضا «تتمثل الأهمية الحيوية لمحطة فرز الحاويات الجديدة في ميناء خليفة في تعزيز (مبادرة الحزام والطريق) عبر الترويج للتعاون التجاري والاقتصادي ما بين دولة الإمارات والصين واستقطاب مستثمرين جدد للمشاريع والمبادرات المشتركة».
وقال كسو ليرونغ، رئيس مجلس إدارة شركة «كوسكو» ان ميناء خليفة يمثل بوابة استراتيجية للوصول إلى أبوظبي ومنطقة الشرق الأوسط حيث يربط السفن المبحرة حول العالم مع المقاصد النهائية. ويحظى هذا المشروع بتعاون تام من الجانبين عبر تسخير الموارد والاستفادة من الفرص المتاحة.
وأشار إلى أن إبرام الاتفاقية الجديدة يعزز من مكانة ميناء خليفة ومن الخدمات التي يقدمها لكل العملاء، الأمر الذي يسهم في زيادة عمليات النقل البحري والتبادل التجاري بين البلدين.
وأضاف أن التطور الملفت الذي يشهده قطاع الموانئ يعود بالمنافع على كل الشركات والمؤسسات والأعمال، مشيرا إلى أن مجموعة «كوسكو» الملاحية تعير أهمية كبيرة ودعما كاملا للمشاريع والمبادرات المشتركة مع «موانئ أبوظبي».
وقال الكابتن محمد جمعة الشامسي ان ميناء خليفة يمثل أحد أهم موانئ الشرق الأوسط وأكثرها تطورا، بفضل ما يتمتع به من بُنية تحتية ذات معايير عالمية وموقع استراتيجي يتيح للعملاء الوصول إلى العديد من الأسواق العالمية.
وأشار إلى ان إنشاء محطة حاويات في ميناء خليفة يشكل نقلة نوعية في خطط توسعة الميناء ويرفع من قدرته الاستيعابية لتصل إلى ستة ملايين حاوية نمطية سنويا.
وأضاف أن المحطة الجديدة ستعود عند تشغيلها بالعديد من المنافع على شركات النقل والشحن والبحري والعملاء، من بينها خفض التكاليف واستقطاب عملاء جدد من شرق آسيا وتعزيز التنافسية، فضلا عن زيادة الاستثمارات الآتية إلى أبوظبي، وإبرام شراكات جديدة مع عملاء ومستثمرين من الصين وشرق آسيا وجميع أنحاء العالم.
وذكر أن استراتيجية «موانئ أبوظبي» نجحت في تحقيق أهدافها المنشودة في نمو الأعمال، وتقديم خدمات وحلول مبتكرة أسهمت في تعزيز قدرات دولة الإمارات التنافسية والارتقاء بمكانة الشركة في تشغيل وإدارة أكثر الموانئ تطورا في العالم.
يذكر أن الصين تعد ثاني أكبر شريك مورد للإمارات بعد الهند.كما ان الإمارات تحوز على ثُلث تجارة دول مجلس التعاون الخليجي مع الصين، وهي أيضا بوابة لـ 60٪ من صادرات الصين إلى أسواق المنطقة بقيمة تبادل تجاري سنوي تصل إلى 70 مليار دولار.
القدس العربي