قالت صحيفة لاكروا الفرنسية إن موجة الاعتقالات الأخيرة في المملكة العربية السعودية تتنافى مع عادات المملكة، لكنها تغذي بعض تطلعات من يحلمون بالتغيير في هذا البلد.
وذكرت مراسلة الصحيفة بالرياض مريان منيي أن كثيرا من السعوديين لم يفيقوا بعد من هول الصدمة التي تلقوها في ذلك اليوم المشهود الموافق الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2017، فمنهم من دفعته الدهشة إلى الصمت المطبق، ومنهم من أطلق عبارات التعجب والاستغراب، في حين بدأت أسئلة عديدة تخطر على بال الجميع.
ورغم أن هذا اليوم شهد إطلاق صاروخ على الرياض، فإن أخبار “التطهير” غير المسبوق طغت على القصف الصاروخي، وبدا بعد نشر أسماء المشمولين بهذه الاعتقالات أن السعوديين مهمومون بعمق الاضطراب الذي تمر به بلادهم أكثر بكثير من اهتمامهم بخطر نشوب حرب مع العدو الإيراني.
ونقلت منيي عن العقيد السابق والكاتب بصحيفة “مكة” محمد علي العطاف قوله “كانت صدمة لنا جميعا لكنها بشكل إيجابي”، وأرجعت الصحفية سبب المفاجأة إلى مكانة المشمولين بهذه الاعتقالات، “فكلنا نعلم أن هناك فسادا حول هذه الأسماء الكبيرة، ولكن لم يكن أحد يجرؤ على التحدث عنه، ولا بد من مثل هذا الإجراء لإقناع الشعب والعالم الخارجي”، على حد تعبير العطاف.
غير أنه لا يمكن محاربة الفساد دون تغيير الممارسات التي تؤثر في توازن النظام، “فالقطاع العام السعودي ضعيف وينخره الفساد”، على حد قول الباحث بجامعة أكستر ببريطانيا وبمركز فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية هشام الغنام.
واعتبر الغنام أن ما تشهده السعودية حاليا هو بداية “لتحرير الاقتصاد السعودي وإعادة كتابة العقد بين الشعب والدولة”.
ولا يخفي السعوديون مدى الصدمة التي أصابتهم جراء الأحداث الجسام المتلاحقة في بلدهم، ولسان حالهم يقول “ما الصدمة المقبلة؟”
وللرد على هذا السؤال، تنقل الصحفية عن سعودية -اشترطت عدم ذكر اسمها- قولها “لا أدري فنحن ننام ونستيقظ في اليوم الموالي على مرسوم جديد”.
أما مؤرخة تاريخ الفنون مها السنان، فإنها ترى أن “أفضل تعريف قرأته لوصف الوضعية التي تمر بها السعودية في الوقت الحاضر هو أننا نعيش ربيعا عربيا”.
المصدر : الصحافة الفرنسية