اهتمت مجلة نيوزويك الأميركية بالحرب التي يواصل التحالف الذي تقوده السعودية شنها على اليمن منذ 2015، وأشارت لدور الولايات المتحدة في هذه الحرب الكارثية، وتساءلت “لماذا يدعم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الهجمات الإجرامية على اليمن؟”.
ونشرت المجلة مقالا للكاتب جون غلاسر قال فيه إن الولايات المتحدة تساعد أحد “أكثر الأنظمة الاستبدادية شراسة في العالم” في قصف وحصار أحد أكثر البلدن فقرا وأكثرها عوزا.
وأضاف الكاتب: إنه لمن المؤلم أن يسمع الأميركيون أن جرائم الحرب التي ترتكبها السعودية في اليمن هي بدعم أميركي.
وأشار إلى أن السعودية بدأت حربها على اليمن على أسس واهية بحجة مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران، وأنها تلقى انتقدادات من الأمم المتحدة ومن جماعات حقوق الإنسان المختلفة جراء قصفها العشوائي واستهدافها المتعمد في بعض الحالات للمناطق المدنية.
قصف المدنيين
وقال الكاتب إن السعودية قصفت المنازل السكنية والأسواق ومخيمات اللاجئين والمدارس والمستشفيات وبيوت العزاء في بعض الأحيان.
وأضاف أنه بالرغم من هذه الأدلة الواضحة على المعاناة الإنسانية في أوساط اليمنيين، فإن الولايات المتحدة تدعم هذه الحملة السعودية الشرسة وتوفر لها الدعم اللوجستي والتعاون الاستخباري وتوفر لها الغطاء الدبلوماسي، ناهيك عن مبيعاتها الضخمة من الأسلحة للسعودية.
وقال إنه بالإضافة إلى ما تسفر عنه هذه الحرب الكارثية على اليمن من آلاف القتلى والجرحى في صفوف المدنين، فإن الحصار الذي تفرضه السعودية على موانئ اليمن الجوية والبحرية والبرية يحول دون وصول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها.
وأضاف أن حوالي 17 مليونا من اليمنيين بحاجة ماسة للغذاء والدواء، وأن نحو سبعة ملايين منهم يواجهون المجاعة، بينما يعاني 400 ألف طفل دون الخامسة من سوء التغذية الحاد، وأن 150 الف طفل يمني معرضون للموت في غضون أشهر ما لم تصل المساعدات في الوقت المناسب.
وقال دعونا نكن واضحين؛ ليس هناك من مبرر إستراتيجي موثوق لتورط الولايات المتحدة في هذه القسوة البغيضة.
وأضاف أنه مهما تكن المبررات التي تقدمها السعودية للاستمرار في هذه الحرب، فإنه ليس هناك ما يبرر هذا القتل الجماعي الوحشي والمعاناة البغيضة التي يتعرض لها الملايين من الأبرياء في اليمن.
وقال إنه لمن المرجح أن يؤدي تمكين بعض العناصر الأكثر عنفا وأشد تطرفا في اليمن إلى زيادة التهديدات للأمن القومي الأميركي في قادم الأيام.
المصدر : الجزيرة,نيوزويك