هشام عبد الحميد-طرابلس
أثار تقرير لقناة “سي إن إن” الأميركية حول بيع أفارقة مهاجرين غير نظاميين في أسواق ليبية كرقيق ردودَ فعل غاضبة محليا ودوليا، وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن فزعه تجاه التقارير الإخبارية ومقاطع الفيديو التي تظهر بيع المهاجرين الأفارقة في ليبيا، ودعا جميع السلطات المختصة إلى التحقيق في هذه الأنشطة دون تأخير، وتقديم الجناة إلى العدالة.
وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني الليبية -من جهتها- أعلنت بدء التحقيق في ما تم تداوله بشأن ارتكاب انتهاكات ضد المهاجرين غير النظاميين بليبيا من قبل بعض الخارجين عن القانون، وتقديم مرتكبي تلك الممارسات للعدالة، وأكدت الوزارة التزامها بما جاء في ميثاق الأمم المتحدة بشأن معاملة المهاجرين.
تشكيك
وشكك الضابط في تحريات جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الليبي عبد الناصر حزام في الفيديو الذي نشرته القناة الأميركية بسبب عدم وضوحه، وأكد أن الجهاز يجري تحقيقات للتأكد من صحة التقرير المنشور، وقال للجزيرة نت “لم يتبين من المقطع المنشور مكان هذه العملية، أو أنواع السيارات والملابس المعروفة التي تستعملها المليشيات الخارجة عن سيطرة الدولة الليبية”.
وذكر الضابط أنه التقى مراسلة قناة “سي إن إن” الأميركية، وسألته عن تجارة الرقيق في ليبيا، وأفادها بعدم وجود أدلة مادية ملموسة ودامغة تؤكد وقوع مثل هذه الحالات.
واتفق المحلل السياسي الليبي محمد فؤاد مع رأي الضابط حزام بخصوص عدم وضوح الصور، لكنه تحدث عن إمكانية بيع حقوق نقل المهاجرين غير النظاميين بين تجار التهريب، وليس بيع الأفارقة للعمل في البيوت والمزارع أو الخدمات الأخرى.
وطالب فؤاد في تصريح للجزيرة نت حكومة الوفاق الوطني بمقاضاة القناة المذكورة، ونشر الشريط المصور قبل عمليات المونتاج عليه، لما سببه من ضرر بالغ بسمعة ليبيا إقليميا ودوليا.
وأضاف أن أسعار بيع الأفارقة كانت -وفق التقرير- بين ثمانمئة وألفي دينار ليبي، وهو ما يعادل أقل من مئتي دولار أميركي، أي أنه مبلغ أقل من الزهيد في تجارة مثل تهريب البشر؛ مما يدعو للتوقف والتساؤل عن صحة كل ما نشر.
واستدل فؤاد بتقارير مفبركة كثيرة حول منطقة الشرق الأوسط، نشرتها قنوات عالمية، وأبرزها تأكيد امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، ثم تبين بعد عقد من الزمن “فبركة” كل هذه المعلومات وعدم دقتها.
طرق البيع
من جانبه، أكد الصحفي من الجنوب الليبي عبد المنعم الجهيمي وقوع عمليات الاتجار وبيع المهاجرين غير النظاميين بإحدى طريقتين: إما الاتصال الهاتفي بين كبار التجار لعقد صفقات البيع، أو الحضور الشخصي لانتقاء المهاجرين المراد بيعهم.
وقال الجهيمي للجزيرة نت “إن بيع الرقيق يقع بالدرجة الأولى على النساء اللاتي يستخدمن في أعمال الدعارة، ومن النادر استرقاق الرجال لأن العمالة الأفريقية رخيصة، وإذا تمت صفقات بيع مهاجرين فهي لغرض العمل في مقرات مهربين وتجار جدد.
وأضاف الجهيمي أنه استغرب من تقرير القناة الأميركية، وتساءل عن السياق الذي وقع فيه تصوير هذه المشاهد، وظروف التصوير ذاتها، وهوية الأشخاص الذين يتم عرضهم للبيع والبائعين. مؤكدا في الوقت نفسه أنه لم يصادف هذه الطريقة في جنوب ليبيا بوصفها المحطة الأهم في رحلة المهاجرين داخل ليبيا.
المصدر : الجزيرة