بيروت – أكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أنه سيستقيل من منصبه في حال لم يقبل حزب الله تغيير الوضع الراهن.
واعتبر الحريري أن إيران هي السبب في دفع الحزب إلى التدخل في أنحاء المنطقة.
وجاءت تصريحات الحريري عقب لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون الذي أجرى الاثنين، سلسلة من المشاورات مع قادة سياسيين لإيجاد مخرج للأزمة التي تعصف بلبنان نتيجة إصرار حزب الله على الانخراط في صراعات المنطقة.
وقال مسؤول لبناني إن المشاورات في قصر بعبدا تهدف إلى مساعدة حكومة الحريري على “الوقوف على قدميها” بعد أسابيع من عدم الاستقرار الناجم عن استقالة الحريري في الرابع من نوفمبر والتي قام بتعليقها بعد طلب من الرئيس عون.
وجاء في بيان للمكتب الإعلامي لعون، أن المحادثات كانت إيجابية وبناءة، إلا أن البيان لم يأت على ذكر الخطوات التفصيلية لمعالجة مطالب الحريري بعد تعليق استقالته وخاصة تمسك لبنان بسياسة النأي بالنفس التي انتهكها حزب الله بخوض مغامرات إقليمية لفائدة الأجندة الإيرانية.
وقال البيان إن المشاورات سوف تستكمل بعد عودة عون الجمعة من زيارة لإيطاليا.
وذكر مصدر نيابي أن هناك توجّها لتعديل بنود من البيان الوزاري لحكومة الحريري، الذي أعلن في ديسمبر “حكومة استعادة الثقة”.
ويستبعد مراقبون أن ينجح عون في تكريس سياسة النأي بالنفس على أرض الواقع، فالقرار ليس بيده أو بيد حزب الله نفسه، وهو المتسبب المباشر في الأزمة بل القرار في طهران.
ويشير هؤلاء إلى أن قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري كان واضحا حينما أكد على أن سلاح حزب الله “غير قابل” للتفاوض، مشيدا بـ”جبهة المقاومة الممتدة” من طهران إلى لبنان.
ويرى المراقبون أن أقصى ما قد يصل إليه عون هو إقناع حزب الله بتخفيف تصريحاته النارية ضد الدول العربية والخليجية خاصة، أما فيما يتعلق بتدخلاته العسكرية على الأرض، فبالتأكيد إيران لن تسمح بخروج الحزب من سوريا قبل انتهاء المهمة الموكلة له وهي تكريس نفوذها في هذا البلد.
وفيما يتعلق بالعراق، فإن الحزب قد ينفذ تعهده بالخروج، لأنه لم يعد بالفعل هناك حاجة لذلك، حيث أن ميليشيات الحشد الشعبي قادرة على تعويض النقص الذي يخلفه في تلك الساحة.
العرب اللندنية