قالت مصادر أمريكية وإسرائيلية إن الرئيس، دونالد ترامب، سيؤجل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ولكنه سيلقي خطابا يعلن فيه اعترافه بالقدس كـ»عاصمة لإسرائيل»، دون الكشف عن تفاصيل بشأن الخطاب، ودون أي تعقيب من البيت الأبيض.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر الولايات المتحدة وإسرائيل قولها إن الاعتراف بالقدس كـ«عاصمة لإسرائيل» هو «جائزة ترضية» لإسرائيل تهدف إلى التغطية على حقيقة تراجع ترامب عن تصريحه، في حملته الرئاسية، بشأن نقل السفارة إلى القدس خلال حملته الانتخابية. وترجح أن يلقي ترامب خطابه المشار إليه في الأسبوع المقبل، وذلك بعد شهور من المداولات في هذا الشأن، التي تكثفت في الأيام الأخيرة.
وقالت المصادر ذاتها إن ترامب مصمم على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ولكنه يدرك أن مثل هذه الخطوة قد تمس بجهود الولايات المتحدة للدفع بالمفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
ولفتت صحيفة «هآرتس» إلى إمكانية تأجيل هذه التصريح، وبدلا من أن يصرح به ترامب مباشرة، يقوم نائبه، مايك بنس، بالتصريح بذلك خلال زيارته لإسرائيل في أواسط الشهر الحالي. وكان بنس قد صرح في وقت سابق، هذا الأسبوع، أن ترامب يفكر بكيف ومتى ينقل السفارة إلى القدس، في حين أكدت الخارجية الأمريكية أنه لم يصدر قرار بهذا الشأن.
يشار الى أنه بموجب قانون سنه الكونغرس الأمريكي عام 1995، تلتزم الحكومة الأمريكية بنقل سفارتها إلى القدس، ولكن الرؤساء الأمريكيين منذ ذلك الحين اختاروا تأجيل تنفيذ ذلك من خلال التوقيع على أمر خاص يؤجل نقل السفارة لاعتبارات «أمن قومي» ويتم تجديده مرة كل ستة شهور. وتنقل «هآرتس» عن مصادر أمريكية في البيت الأبيض ترجيحها أن يوقع ترامب على أمر يؤجل نقل السفارة مرة أخرى مذكرة برفضه بعد دخوله البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير الالتزام بتنفيذ تعهده خلال الحملة الانتخابية لهذا الخصوص، وهذا ما فعله عدد من الرؤساء السابقون أيضا.
وكان وزيرا الدفاع والخارجية الأمريكيان قد نصحا الرئيس بالامتناع عن نقل السفارة، وذلك بداعي أن النقل يمس بالجهود لتجديد المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. ونقل موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن مصادر وصفها بالرسمية، دون تسميتها، أن ترامب «سوف يؤجل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس»، ولكنه «سوف يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
يذكر أن المتحدثة باسم البيت الأبيض وصفت، ليلة الأربعاء، المعلومات المتداولة عن استعداد الولايات المتحدة لنقل سفارتها لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس في القريب سابقة لأوانها، وجاء ذلك بعيد إعلان مايك بنس عن أن ترامب «يفكر» بنقل السفارة الأميريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس. وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصدر في إسرائيل قوله إن معلومات قد بلغتها تفيد بأن ترامب يفكر جديًا في هذه القضية لاعتبارات سياسية محلية ناجمة أساسًا عن الضغط المتجدد من قبل الحزب الجمهوري والمسيحيين الإنجيليين. كما أوضحت الصحيفة أن صهر الرئيس ومستشاره جارد كوشنر سيشارك في مؤتمر سبان الصهيوني في واشنطن بعد أيام قليلة وسيتطرق لـ «صفقة القرن» ولاحتمال الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب لها. وسيشارك في المؤتمر وزراء وعسكريون سابقون إسرائيليون، ورئيس المخابرات المصرية خالد فوزي، والسفير الفلسطيني في واشنطن حسام زملط.
الناصرة – «القدس العربي»