أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، أمس، طرد تنظيم داعش من شرق نهر الفرات في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق بدعم روسي وأميركي على حد سواء. إلا أن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، شدد بدوره على أن «التنظيم لا يزال يسيطر على قرى وبلدات عدة على الضفة الشرقية للفرات».
وبدأت قوات سوريا الديمقراطية، فصائل كردية وعربية مدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، في التاسع سبتمبر (أيلول)، هجوماً لطرد تنظيم داعش من شرق الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور إلى قسمين. وتزامن ذلك مع عملية عسكرية أخرى لا تزال مستمرة تقودها قوات النظام السوري بدعم روسي ضد مقاتلي التنظيم على الضفة الغربية للنهر.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، أن الوحدات الكردية أعلنت في بيان أمس، من قرية الصالحية على الضفة الشرقية للفرات أنها «وبالتعاون مع العشائر العربية من أبناء المنطقة (….) حررت منطقة ريف دير الزور شرق الفرات من الإرهاب بالكامل».
وكان لافتاً أن أعلنت الوحدات الكردية دعم القوات الروسية لها أيضاً بالتوازي مع التحالف الدولي في عملياتها في شرق الفرات، وفق ما جاء في البيان الذي تلاه المتحدث باسمها نوري محمود بحضور وفد عسكري روسي على ما نقلت وكالة أنباء «هاور» الكردية.
وتوجهت الوحدات الكردية بالشكر «للقوى الدولية والتحالف الدولي، وقوات روسية على تقديم الدعم الجوي واللوجيستي والاستشارة والتنسيق على الأرض».
ويدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن قوات سوريا الديمقراطية وعلى رأسها الوحدات الكردية، بالغارات والسلاح والمستشارين في كافة عملياتها العسكرية ضد التنظيم.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية أكدت إثر إعلانها بدء حملة «عاصفة الجزيرة» في شرق الفرات عدم وجود أي تنسيق مع الجيش السوري وحليفته روسيا. كما اتهمت في منتصف سبتمبر الماضي، الطيران الروسي باستهداف مقاتلين لها في ريف دير الزور الشرقي، الأمر الذي نفته موسكو.
واتفق التحالف الدولي وروسيا على إنشاء خط فض اشتباك يمتد من محافظة الرقة على طول نهر الفرات باتجاه محافظة دير الزور المحاذية، لضمان عدم حصول أي مواجهات بين الطرفين اللذين يتقدمان ضد مقاتلي داعش.
وأعلنت الوحدات استعدادها «لتشكيل أركان وغرف عمليات مشتركة مع شركائنا في الحرب ضد داعش لرفع وتيرة هذا التنسيق وإنهاء الإرهاب بالكامل».
إلا أن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، شدد بدوره على أن «التنظيم لا يزال يسيطر على قرى وبلدات عدة على الضفة الشرقية للفرات».
وقال تقرير للمرصد، إن العمليات العسكرية مستمرة في ريف دير الزور الشرقي، وتتوزع العملية في محورين رئيسيين هما غرب نهر الفرات الذي تجري فيه عمليات يومية في الجيب المتبقي لتنظيم داعش في المنطقة الواقعة بين غرب مدينة البوكمال وشرق بلدة الجلاء، والذي يضم 3 قرى وبلدات، والذي يشهد عمليات كر وفر يومية واستهدافات متبادلة بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة، وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى، في حين تقود قوات سوريا الديمقراطية عملياتها في المحور الثاني وهو المحور الواقع في شرق نهر الفرات، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اشتباكات عنيفة تدور بين قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالتحالف الدولي من جهة، وعناصر التنظيم من جهة أخرى، حيث لا يزال القسم الممتد من منطقة أبو حردوب على الضفاف الشرقية للنهر إلى منطقة الباغوز على الحدود السورية – العراقية، تحت سيطرة التنظيم المتشدد وتضم 17 بلدة وقرية واقعة جميعا على ضفة نهر الفرات الشرقية، إذ تسعى قوات سوريا الديمقراطية في عمليتها التي عاودت الانطلاق والمستمرة لليوم الثالث على التوالي، إلى إنهاء وجود التنظيم في شرق الفرات، وفرض سيطرتها عليها، حيث تدور اشتباكات عنيفة لليوم الثالث في بلدتي أبو حمام والكشكية التي تحاول قوات عملية «عاصفة الجزيرة» السيطرة عليهما بعد تمكنها من تحقيق تقدم واسع في المنطقة.
وتجري على الجهة المقابلة منذ أشهر معارك بين تنظيم داعش وقوات النظام المدعومة من روسيا. وحققت قوات النظام تقدماً كبيراً غرب الفرات باستعادتها السيطرة على أجزاء واسعة بينها كامل مدينة دير الزور، مركز المحافظة، ومدينتا الميادين والبوكمال.
الشرق الاوسط