علقت افتتاحية لنيويورك تايمز على ما أورده موقع أكسيوس الإخباري أمس حول ما قاله المحامي الشخصي للرئيس الأميركي دونالد ترمب جون دود، في مقابلة من أن “الرئيس لا يمكن أن يعوق العدالة لأنه هو االمسؤول عن إنفاذ القانون” بموجب الدستور و”له كل الحق في التعبير عن رأيه في أي مسألة”.
واعتبرت الصحيفة هذا الكلام بمثابة أخبار للكونغرس، الذي أصدر قوانين تجرم إعاقة سير العدالة وقرر مرتين في العقود الأربعة الماضية أنه عندما ينتهك الرئيس تلك القوانين فإنه يكون قد ارتكب مخالفة يمكن أن تتسبب في عزله من منصبه.
وأشارت إلى المادة الأولى للإقالة التي صاغها مجلس النواب عام 1974 التي اتهم فيها الرئيس الأسبق نيكسون بـ”التدخل أو محاولة التدخل في سير تحقيقات وزارة العدل الأميركية ومكتب التحقيقات الفدرالي ومكتب الادعاء الخاص بـوترغيت”. واتهام المجلس للرئيس كلينتون بسلوك مشابه بعد ربع قرن.
وأسقطت الصحيفة تلك المادة على الرئيس ترمب الآن وما إذا كانت تلك الأوصاف تنطبق عليه على خلفية اعتراف مستشاره السابق للأمن القومي مايكل فلين بالكذب على مكتب التحقيقات الفدرالي بشأن اتصالاته بمسؤولين روس العام الماضي، وتغريد ترمب بأنه اضطر لأقالة الجنرال فلين لأنه كذب على نائب الرئيس ومكتب التحقيقات.
”
إنه لأمر سيئ بما فيه الكفاية أن يحاول الرئيس التدخل بأي شكل من الأشكال في تحقيق لإنفاذ القانون
”
وذكرت أن ترمب قبل ذلك أقال مدير مكتب التحقيقات جيمس كومي في مايو/أيار، كاشفا لمسؤولين روس في البيت الأبيض في اليوم التالي إن إقالة كومي أزاحت عنه “ضغطا كبيرا”.
وقالت الصحيفة إنه لأمر سيئ بما فيه الكفاية أن يحاول الرئيس التدخل بأي شكل من الأشكال في تحقيق لإنفاذ القانون مع أحد كبار مساعديه. ولكن مع تغريدة السبت الماضي أقر ترمب أنه كان يعلم أن فلين ارتكب جريمة فدرالية في الوقت الذي أقال فيه كومي لرفضه وقف التحقيق معه، وبهذا يبدو أن ترمب في عرف القانون يعترف بـ”التدخل أو محاولة التدخل في سير التحقيقات” و”إعاقة تطبيق العدالة”.
وذهبت الصحيفة إلى إن ما يزيد الارتباك الذي وقعت فيه البلاد هو أن المحامي دود قال إنه هو الذي صاغ تغريدة ترمب بنفسه. وخلصت إلى أن ترمب بتصرفه هذا لم يحاول فقط إغلاق قضية معلومة، بل حاول إغلاق تحقيق في علاقات حملته هو بمحاولات الحكومة الروسية تحويل انتخابات 2016 لصالحه. ومع ما يتكشف عنه هذا التحقيق من أدلة على التحايل وعرقلة القانون لا يكل كبار مساعديه في سعيهم لإقناع الشعب الأميركي بأن الأمر برمته ليس مشكلة كبيرة، وهذه حجة محرجة وغير مقنعة، ولكنها ليست مفاجئة.
المصدر : نيويورك تايمز، الجزيرة نت