أصيب عشرات الفلسطينيين في الضفة والغربية وغزة السبت في اليوم الرابع من المواجهات المستمرة منذ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في ظل تواصل الدعوات للاحتجاج ضد القرار الأميركي.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة 231 شخصا، بينهم 12 بالرصاص الحي خلال المواجهات المتجددة أمس السبت. وتشمل حالات الإصابة أيضا 24 مصابا بالرصاص المطاطي و172 بحالة اختناق، و4 نتيجة القصف، و19 مصابا إثر الوقوع (أرضا)، قدمت لهم العلاج ميدانيا.
وأسفرت الأحداث خلال الأيام الثلاثة الماضية عن سقوط أربعة شهداء وإصابة نحو 1200 آخرين، خلال المواجهات مع جيش الاحتلال في الضفة الغربية (بما فيها القدس)، وغارات جوية على قطاع غزة.
الضفة الغربية
وشهدت مدينة البيرة مواجهات عند مدخلها الشمالي بين قوات الاحتلال والمتظاهرين الذين تجمعوا في ختام مسيرة لأنصار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الذكرى الخمسين لانطلاقتها، وقد رشق الشبان قوات الاحتلال بالحجارة، وردت عليهم بإطلاق قنابل الغاز والأعيرة المطاطية.
وأفادت مصادر للجزيرة بأن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز المدمع على مجموعة من الطلاب عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، حيث رشق عدد من الفلسطينيين الجنود بالحجارة وأغلقوا الشارع الرئيسي بالإطارات المشتعلة.
وجاء ذلك بعد أن دعا الحراك الطلابي إلى مواصلة الاحتجاجات على قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ودعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنصارها إلى إحياء ذكرى انطلاقتها السنوية التي تصادف هذا اليوم بالتوجه إلى خطوط التماس، كما دعت فصائل متعددة ولجنة التنسيق الفصائل الفلسطينية إلى مواصلة مظاهر الاحتجاج ضد ترمب وقراره على كافة المحاور.
وفي شرق القدس قالت مصادر فلسطينية إن الشرطة الإسرائيلية “قمعت” مظاهرة في شارع صلاح الدين قبالة سور القدس التاريخي من جهة باب الساهرة، وقالت مصادر محلية إن 12 مقدسيا أصيبوا بحالات اختناق والرصاص المطاطي وبهراوات قوات الاحتلال التي اعتدت أيضا بالضرب على عشرات الصحفيين.
وكان نادي الأسير الفلسطيني قال إن قوات الاحتلال اعتقلت 35 فلسطينيا من القدس المحتلة منذ الأربعاء الماضي، وإن الاعتقالات جرت خلال اقتحام القوات لبيوت الفلسطينيين أو من خلال الاحتجاجات في المدينة.
وأظهرت صور بثتها وكالة أسوشيتدبرس اقتحام جنود الاحتلال الإسرائيلي أحد المراكز التجارية بالبلدة القديمة في القدس المحتلة، واعتقال عدد من الشبان الفلسطينيين.
كما اعتقلت قوات الاحتلال عضوة المجلس التشريعي جهاد أبو زنيد وشابا وفتاة خلال المواجهات التي اندلعت في شارع صلاح الدين في القدس.
تطورات غزة
أما في قطاع غزة، فقد أصيب نحو ثلاثين فلسطينيا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال تجدد المواجهات في المناطق الحدودية من قطاع غزة، احتجاجا على القرار الأميركي.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة لوكالة الأناضول إن العدد الإجمالي للمصابين الذين سقطوا في المواجهات منذ الجمعة وحتى مساء السبت في غزة وحدها وصل إلى 195، منهم أربعة إصاباتهم خطيرة، فضلا عن أربعة شهداء جراء المواجهات وقصف للطيران الإسرائيلي.
وقد نظمت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” مسيرة جماهيرية في مدينة غزة، في ذكرى انطلاقتها الخمسين، رفضا للقرار الأميركي، وقام المتظاهرون خلال المسيرة بحرق صور للرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورددوا شعارات تندد بما سموه “الصمت والتواطؤ العربي” مع ترمب والتفريط في الحق العربي والإسلامي في القدس، حسب وصفهم.
وفي داخل الخط الأخضر، تظاهر مئات الفلسطينيين مساء السبت في منطقتي وادي عارة ومجد الكروم تنديدا بقرار ترمب، وشارك نواب عرب بالكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في المسيرتين.
ورفع المتظاهرون في المسيرتين اللتين دعت إليهما لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية العلم الفلسطيني ولافتات منددة بقرار ترمب.
وتشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة احتجاجات عارمة منذ مساء الأربعاء حين أعلن الرئيس الأميركي اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعلى إثر ذلك دعت الفصائل الفلسطينية إلى الخروج للاحتجاج في أيام غضب للتنديد بالقرار الأميركي.
المصدر : الجزيرة + وكالات