حذرت واشنطن الدول الأعضاء بالأمم المتحدة من مغبة التصويت غدا الخميس لصالح مشروع قرار يدعو لسحب الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وبينما استنفرت إسرائيل سفاراتها في العالم للتحرك من أجل إفشال مشروع القرار، توقعت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن توافق الجمعية العامة عليه بأغلبية ساحقة.
وتعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس جلسة طارئة خاصة للتصويت على مشروع قرار عربي إسلامي بشأن القدس المحتلة -قدمته تركيا واليمن- يتضمن دعوة الولايات المتحدة للتراجع عن قرارها الخاص بالقدس، وذلك بعد أن استخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو)، لإجهضا قرار وافق عليه جميع أعضاء المجلس الآخرين.
وجاء التهديد الأميركي في رسالة مكتوبة بعثت بها مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة، السفيرة نكي هيلي، لعدد من بعثات الدول الأعضاء بالمنظمة الدولية ونشرتها هآرتس في عددها اليوم الأربعاء.
وذكرت هيلي في مستهل الرسالة -التي تُعد أول سابقة من نوعها في تاريخ الأمم المتحدة- أن الرئيس الأميركي سيعتبر التصويت مع القرر أمرا شخصي ضده.
وقالت إن إعلان الرئيس دونالد ترمب “لا يؤثر على مفاوضات الوضع النهائي بأي حال، بما في ذلك حدود السيادة الإسرائيلية في القدس”.
وأضافت أن “الرئيس أكد دعمه للوضع الراهن للأماكن المقدسة بالقدس، ولا يدعو لتغيير الترتيبات في جبل الهيكل (الحرم الشريف).
ومضت قائلة إن “الرئيس أعرب بجلاء عن تأييده لحل الدولتين إذا اتفقت الأطراف على ذلك، وعن التزام الولايات المتحدة بالسلام”.
وأكدت هيلي موجهة خطابها للسفراء: “لنكن واضحين، فنحن لا نطلب من الدول الأخرى نقل سفاراتها إلى القدس، لكننا ندعوكم ببساطة إلى الإقرار بالصداقة والشراكة والدعم التاريخي الذي ظللنا نقدمه، واحترام قرارنا بشأن (نقل) سفارتنا”.
وختمت رسالتها بتهديد مباشر مؤكدة أن “الرئيس يراقب هذا التصويت جيدا وطلب مني أن أبلغه بمن صوّت ضدنا”.
تهديد واستنفار
ولم تكتف هيلي برسالتها للسفراء الأجانب في المنظمة الدولية بل نشرت تغريدة على حسابها في موقع تويتر قالت فيها: “في الأمم المتحدة يطالبوننا دائما بأن نعمل أكثر وأن نعطيهم أكثر. لذلك عندما نتخذ قرارا بإرادة الشعب الأميركي بشأن موقع سفارتنا أين يكون، فإننا لا نتوقع من أولئك الذين ساعدناهم، أن يستهدفونا”.
وأضافت يوم الخميس سيكون هناك تصويت في الجمعية العامة ينتقد اختيارنا (للقدس عاصمة لإسرائيل) والولايات المتحدة ستقوم بتدوين أسماء الدول”.
وفي خطوة تنسجم مع التهديد الأميركي استنفرت إسرائيل سفاراتها في العالم للتحرك لدى الدول المقيمة بها من أجل إفشال مشروع القرار.
وكشفت مصادر صحفية في تل آبيب أن الحكومة الإسرائيلية كلفت كافة سفاراتها بالخارج بالتشجيع على عدم التصويت لصالح مشروع القرار العربي الإسلامي غدا الخميس.
من جانب آخر قالت مصادر بوزارة الخارجية التركية الأربعاء إن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو سيغادر إلى نيويورك لحضور الجلسة الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث القرار الأميركي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
ونسبت وكالة رويترز إلى مسؤول -لم تكشف عن هويته- أن جاويش أوغلو سيصحب معه نظيره الفلسطيني رياض المالكي.
وأصدرت الخارجية التركية بيانا قالت فيه إن أنقرة “تأمل أن تخرج هذه الجلسة بقرارات تعترف ببطلان القرار الأميركي بشأن القدس، وأن يتم القبول وبدعم كبير بقرار من شأنه الحفاظ على هوية القدس التاريخية والقانونية”.
وفي السياق نفسه يتوقع السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور أن يحصل مشروع القرار على “تأييد ساحق” في الجمعية العامة. وقال إن القدس موضوع “يجب أن يحل من خلال المفاوضات” بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأضاف منصور أن “الجمعية العامة ستقول وبدون خوف من الفيتو بأن الأسرة الدولية ترفض قبول موقف الولايات المتحدة الأحادي الجانب”.
ولا تتمتع أي دولة بحق النقض في الجمعية العامة، خلافا لمجلس الأمن الدولي حيث تملك خمس دول هي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين هذا الحق.
وكانت 14 دولة عضوا في مجلس الأمن الدولي أيدت أول أمس الاثنين مشروعا قدمته مصر يطالب بإلغاء قرار الرئيس الأميركي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، في حين عارضته الولايات المتحدة وحدها واستخدمت حق النقض (الفيتو) لإجهاضه.
وانتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان القرار، الذي أعلنه ترمب في السادس من الشهر الجاري، بشدة واستضاف قمة لزعماء منظمة التعاون الإسلامي الأسبوع الماضي دعت إلى الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين.
المصدر : وكالات,الجزيرة,الصحافة الإسرائيلية