بعد أسبوع على انطلاق الاحتجاجات في إيران، يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه سيقدم دعما قويا لها، لكن السؤال اليوم هو عن طبيعة هذا الدعم، وما تريده واشنطن من “الربيع الإيراني”.
رفَض أركان إدارة ترمب نصيحة وسائل إعلام أميركية بأن أفضل دعم يمكن أن تقدمه للاحتجاجات في إيران يكون عبر الصمت.
ورغم اللغة التصعيدية التي استخدمها ترمب ونائبه مايك بنس ومندوبة بلاده في الأمم المتحدة نكي هيلي تجاه إيران، وإعلانهم عن دعمٍ سيقدم للمحتجبين، فإنهم ظلوا حذرين ولم يقدموا تفسيرا لما تريده واشنطن من دعم الاحتجاجات.
ومنذ يوم الجمعة الماضي، غرد ترمب عبر حسابه على تويتر بشكل يومي معلنا دعم بلاده للمحتجين على النظام في طهران.
ويوم أمس الأربعاء انتقل ترمب من تغريدات الإشادة بالمحتجين وتوجيه الانتقادات القاسية للنظام في إيران، إلى تقديم الوعود للمنتفضين على النظام بأن بلاده ستقدم لهم “دعما عظيما” في الوقت المناسب.
الدعم العظيم
لغة “الدعم العظيم” من ترمب أتبعها نائبه مايك بنس في مقال نشرته واشنطن بوست اليوم الخميس قال فيه إن بلاده “لن تصمت هذه المرة”.
وما لفت أنظار المراقبين أن ترمب ونائبه لم يفصحا عن الدعم الذي ستقدمه واشنطن للمحتجين بإيران، لكنهما اختارا وبشكل لافت الهجوم على الرئيس السابق باراك أوباما وإدارته في تعاملهم مع طهران.
إذ اتهم ترمب أوباما بأنه منح النظام في إيران عشرات المليارات من الدولارات بعد التوقيع على الاتفاق النووي بين طهران والغرب، في وقت فصل فيه نائبه ما اعتبره “صمتا” ثم إعلانا ضعيفا من قبل أوباما عن دعم “الثورة الخضراء” التي شهدتها إيران عام 2009.
وأضاف بنس في مقاله أن ترمب ملتزم بتقديم المساعدة للشعب الإيراني في الأيام القادمة، وتابع “أصدرنا بالفعل عقوبات جديدة على الحرس الثوري الإيراني، والرئيس يدرس إجراءات إضافية لمعاقبة النظام الإيراني على سلوكه العدواني واعتدائه على المواطنين”.
ووجه بنس انتقاداته للأمم المتحدة وشركاء بلاده الأوروبيين، واعتبر أنهم “فشلوا حتى الآن في التحدث بقوة عن الأزمة المتزايدة في إيران، لقد حان الوقت بالنسبة لهم للوقوف” مع الشعب الإيراني.
مجرد كلام
وفي محاولة للبحث عن الدعم العملي الذي ينتظره المحتجون الإيرانيون من واشنطن، نقلت وكالة رويترز اليوم الخميس عن رضا بهلوي نجل شاه إيران الراحل مطالبته إدارة ترمب بأن “تعمل على تشجيع شركات التكنولوجيا الأميركية على توفير خدمات اتصالات للإيرانيين الذين يحتجون ضد حكامهم من رجال الدين”.
وقال بهلوي “نحن نحتاج لما هو أكثر من مجرد الكلام، نريد رؤية أفعال ملموسة، يجب أن يكون هذا فورياغرد النص عبر تويتر، بينما نتحدث الآن، يحاول النظام مجددا حجب أي شيء، سواء إنستغرام أو تلغرام”.
وتأتي هذه الدعوة في ظل حظر إيراني لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية، كما قيدت منذ أيام الوصول لتطبيق تلغرام للتراسل.
وحث نشطاء شركات التكنولوجيا على تخفيف سياساتها تجاه إيران، لكنهم قالوا إنه يمكن لإدارة ترمب أيضا توسيع الإعفاءات من العقوبات من أجل ضمان السماح ببعض الخدمات.
تغيير سلوك النظام
وعما تريده واشنطن وحلفاؤها العرب من موجة الاحتجاجات التي اجتاحت إيران، نقلت صحيفة الحياة اللندنية اليوم الخميس عن أندرو بيك نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون العراق وإيران أن الأولوية الأميركية الآن تتمحور حول ضمان عدم حدوث عنف، لافتا إلى أن الاتصالات مع الأوروبيين والمحادثات داخل الإدارة تصبّ في هذه الخانة.
وشدد على أن واشنطن تتحدث فقط عن “حماية المتظاهرين واحترام حقوقهم، وفي نهاية المطاف نريد أن نرى النظام يغيّر سلوكه في أكثر من وجه”.
وتابع بيك الإدارة الأميركية تريد “تغييرا في سلوك النظام، لا تغييره في إيران”، وأكد أن البحث يجرى في أكثر من آلية، بينها العقوبات للضغط على النظام وضمان حماية المتظاهرين.
ويبدو أن موقف واشنطن هذا يتفق مع وجهة نظر حلفائها من جيران إيران في الخليج، حيث نشر الكاتب المقرب من دوائر القرار في السعودية عبد الرحمن الراشد مقالا قبل يومين فصل فيه أسباب رغبة دول المنطقة في “عدم انهيار النظام في طهران”.
محمد النجار
بعد أسبوع على انطلاق الاحتجاجات في إيران، يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه سيقدم دعما قويا لها، لكن السؤال اليوم هو عن طبيعة هذا الدعم، وما تريده واشنطن من “الربيع الإيراني”.
رفَض أركان إدارة ترمب نصيحة وسائل إعلام أميركية بأن أفضل دعم يمكن أن تقدمه للاحتجاجات في إيران يكون عبر الصمت.
ورغم اللغة التصعيدية التي استخدمها ترمب ونائبه مايك بنس ومندوبة بلاده في الأمم المتحدة نكي هيلي تجاه إيران، وإعلانهم عن دعمٍ سيقدم للمحتجبين، فإنهم ظلوا حذرين ولم يقدموا تفسيرا لما تريده واشنطن من دعم الاحتجاجات.
ومنذ يوم الجمعة الماضي، غرد ترمب عبر حسابه على تويتر بشكل يومي معلنا دعم بلاده للمحتجين على النظام في طهران.
ويوم أمس الأربعاء انتقل ترمب من تغريدات الإشادة بالمحتجين وتوجيه الانتقادات القاسية للنظام في إيران، إلى تقديم الوعود للمنتفضين على النظام بأن بلاده ستقدم لهم “دعما عظيما” في الوقت المناسب.
الدعم العظيم
لغة “الدعم العظيم” من ترمب أتبعها نائبه مايك بنس في مقال نشرته واشنطن بوست اليوم الخميس قال فيه إن بلاده “لن تصمت هذه المرة”.
وما لفت أنظار المراقبين أن ترمب ونائبه لم يفصحا عن الدعم الذي ستقدمه واشنطن للمحتجين بإيران، لكنهما اختارا وبشكل لافت الهجوم على الرئيس السابق باراك أوباما وإدارته في تعاملهم مع طهران.
إذ اتهم ترمب أوباما بأنه منح النظام في إيران عشرات المليارات من الدولارات بعد التوقيع على الاتفاق النووي بين طهران والغرب، في وقت فصل فيه نائبه ما اعتبره “صمتا” ثم إعلانا ضعيفا من قبل أوباما عن دعم “الثورة الخضراء” التي شهدتها إيران عام 2009.
وأضاف بنس في مقاله أن ترمب ملتزم بتقديم المساعدة للشعب الإيراني في الأيام القادمة، وتابع “أصدرنا بالفعل عقوبات جديدة على الحرس الثوري الإيراني، والرئيس يدرس إجراءات إضافية لمعاقبة النظام الإيراني على سلوكه العدواني واعتدائه على المواطنين”.
ووجه بنس انتقاداته للأمم المتحدة وشركاء بلاده الأوروبيين، واعتبر أنهم “فشلوا حتى الآن في التحدث بقوة عن الأزمة المتزايدة في إيران، لقد حان الوقت بالنسبة لهم للوقوف” مع الشعب الإيراني.
مجرد كلام
وفي محاولة للبحث عن الدعم العملي الذي ينتظره المحتجون الإيرانيون من واشنطن، نقلت وكالة رويترز اليوم الخميس عن رضا بهلوي نجل شاه إيران الراحل مطالبته إدارة ترمب بأن “تعمل على تشجيع شركات التكنولوجيا الأميركية على توفير خدمات اتصالات للإيرانيين الذين يحتجون ضد حكامهم من رجال الدين”.
وقال بهلوي “نحن نحتاج لما هو أكثر من مجرد الكلام، نريد رؤية أفعال ملموسة، يجب أن يكون هذا فوريا، بينما نتحدث الآن، يحاول النظام مجددا حجب أي شيء، سواء إنستغرام أو تلغرام”.
وتأتي هذه الدعوة في ظل حظر إيراني لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية، كما قيدت منذ أيام الوصول لتطبيق تلغرام للتراسل.
وحث نشطاء شركات التكنولوجيا على تخفيف سياساتها تجاه إيران، لكنهم قالوا إنه يمكن لإدارة ترمب أيضا توسيع الإعفاءات من العقوبات من أجل ضمان السماح ببعض الخدمات.
تغيير سلوك النظام
وعما تريده واشنطن وحلفاؤها العرب من موجة الاحتجاجات التي اجتاحت إيران، نقلت صحيفة الحياة اللندنية اليوم الخميس عن أندرو بيك نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون العراق وإيران أن الأولوية الأميركية الآن تتمحور حول ضمان عدم حدوث عنف، لافتا إلى أن الاتصالات مع الأوروبيين والمحادثات داخل الإدارة تصبّ في هذه الخانة.
وشدد على أن واشنطن تتحدث فقط عن “حماية المتظاهرين واحترام حقوقهم، وفي نهاية المطاف نريد أن نرى النظام يغيّر سلوكه في أكثر من وجه”.
وتابع بيك الإدارة الأميركية تريد “تغييرا في سلوك النظام، لا تغييره في إيران”، وأكد أن البحث يجرى في أكثر من آلية، بينها العقوبات للضغط على النظام وضمان حماية المتظاهرين.
ويبدو أن موقف واشنطن هذا يتفق مع وجهة نظر حلفائها من جيران إيران في الخليج، حيث نشر الكاتب المقرب من دوائر القرار في السعودية عبد الرحمن الراشد مقالا قبل يومين فصل فيه أسباب رغبة دول المنطقة في “عدم انهيار النظام في طهران”.
المشهد المخيف
وقال الراشد “بالنسبة لنا، أعني دول المنطقة، خاصة العربية منها، الوضع المثالي ألا ينهار النظام تماما بل أن يغيّر من سياساته الخارجية ويتوقف عن مشروعه العدواني”.
وبرر هذه الرغبة بالقول “المنطقة الآن تعاني من حالة تدمير لا تحتمل فوضى جديدة، وحروب أهلية إضافية، ولاجئين بالملايين، إنما لو أن انتفاضة الشعب الإيراني حققت تغيير السياسة الإيرانية وأوقفت عملياتها الخارجية، وأجبرت النظام على التحول إلى الإصلاح الداخلي والتنمية، هذا هو الخيار المثالي مقارنة بالمشهد المخيف فيما لو انهار النظام”.
وبين الوعود الأميركية بالدعم، وما تسعى لتحقيقه من وراء الحركة الاحتجاجية في إيران، تظل الأمور رهنا بالتطورات على الأرض، إذ يسارع النظام في طهران لاحتواء الاحتجاجات، تارة بالتصدي العنيف لها، وأخرى بتحريك الشارع المؤيد له.
واللافت أن النظام الإيراني يستخدم مواقف ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واهتمام وسائل إعلام غربية وسعودية بالاحتجاجات لتغذية الشارع المؤيد له والتشكيك في الحركة الاحتجاجية، في محاولة لوصم ما يجري بأنه “مؤامرة”، تماما كما فعل سابقا عندما برر دعمه لحليفه في دمشق في قمع الثورة السورية ثم إعلان الحرب عليها.
المصدر : الجزيرة + وكالات,الصحافة الأميركية