شهدت كنيسة المهد في بيت لحم بالضفة الغربية إحياء قداس الميلاد بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسط استمرار أجواء غضب ضده لاتهامه بالمشاركة في صفقات بيع أو تأجير أراض وعقارات لمنظمات يهودية خلال السنوات الأخيرة.
وإلى جانب الرئيس عباس، شاركت شخصيات سياسية ودبلوماسية في القداس الذي ترأسه بطريرك الروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث، واكتسى طابعا سياسيا واضحا هذا العام.
ويقول أبناء الطوائف المسيحية الشرقية إن مشاركة ثيوفيلوس الثالث في القداس لا يعني انتهاء ملاحقته والاحتجاج في وجهه للدفاع عن إرث آبائهم وأجدادهم التاريخي والديني.
وقبل بدء القداس اعترض مئات من أبناء الكنيسة الأرثوذكسية السيارة الخاصة بالبطريرك رغم الحماية الأمنية المشددة، وهاجموها تعبيرا عن غضبهم تجاه الاشتباه بضلوعه في صفقات بيع وتأجير أراض وعقارات تابعة للكنيسة لمنظمات يهودية، والتأكيد على عروبة الكنيسة والوقوف في وجه التفريط بها.
كما امتنعت مؤسسات وأندية الطائفة الأرثوذكسية عن استقباله، وطالبت السلطة الفلسطينية والأردن بمحاسبته على أفعاله.
ودعا الناطق باسم الشباب الأرثوذكسي في بيت ساحور عيسى رشماوي السلطة الوطنية والأردن إلى سحب اعترافهما بثيوفيلوس وعزله كبطريرك للروم الأرثوذكس، لأن هذه التسريبات غير مقبولة من أي شخص ومن أي نوع من مكونات الشعب الفلسطيني.
من جهة أخرى أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بما وصفته بالموقف الوطني الأصيل والمشرف للمسيحيين الفلسطينيين الذين وقفوا في مواجهة البطريرك، وعملوا على منعه من الوصول إلى كنيسة المهد للمشاركة في احتفالات الميلاد.
وقالت الحركة في بيان صحفي إنها ترى في هذه الوقفة تجاه البطريرك المتورط في صفقات بيع أوقاف للكنيسة الأرثوذكسية في القدس أو تأجيرها للاحتلال؛ امتدادا للمواقف الوطنية النبيلة.
ودعت جهاز القضاء الفلسطيني إلى تسريع الإجراءات القانونية والبت في القضايا المرفوعة ضد البطريرك ثيوفيلوس واتخاذ العقوبات الرادعة بحقه. كما دعت الكنيسة الأرثوذكسية إلى الاستجابة العاجلة لمطالب رعاياها ومؤسساتهم الدينية بعزله ورفع الغطاء الكنسي عنه.
المصدر : الجزيرة