صنعاء – قالت مصادر سياسية يمنية لـ”العرب” إن أجواء التوتر والارتباك أصبحت بادية على الحوثيين من خلال اتساع مظاهر التجنيد الإجباري في أحياء صنعاء.
ولجأ الحوثيون إلى اختطاف الأطفال من المدارس واستجداء السكان للذهاب إلى الجبهات بشكل عشوائي في محاولة للحيلولة دون خسارة المزيد من المواقع العسكرية.
وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين فقدوا الكثير من خياراتهم الاستراتيجية التي كانوا يلوحون بها وكان آخرها استهداف العاصمة السعودية بالصواريخ والعمل على تنفيذ عمليات إرهابية في الممر الملاحي الدولي.
وأجبر تضييق الخناق على الحوثيين سياسيا وعسكريا على الحديث عن الحوار واستئناف مشاورات السلام بهدف كسب المزيد من الوقت.
وتفاقمت خسائر الحوثيين في مختلف مناطق البلاد مع إحراز الجيش والمقاومة الشعبية المزيد من الانتصارات العسكرية التي عكست انهيار الحالة المعنوية لدى عناصر الميليشيا المدعومة من إيران.
وتُتهم ميليشيا الحوثي بالدفع نحو المزيد من الانهيار الاقتصادي لاستغلال الورقة الإنسانية في اليمن والضغط على المجتمع الدولي، وهو ما يفسر حملتهم المفاجئة التي طالت شركات الصرافة والبنوك في صنعاء بالنهب والإغلاق.
وفي ظل هذه التطورات، حقق الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تقدما عسكريا مهما في جبهة البقع على الحدود السعودية.
عبدالله الأشرف: الجيش مستمر في التقدم لتحرير ما تبقى من مديريات محافظة الجوف
وأكدت مصادر عسكرية لـ”العرب” تمكن الجيش من تحرير مناطق في مديرية البقع شرقي محافظة صعدة واستعادة مناطق كان يتمركز فيها الحوثيون، من بينها العواضي والسعراء وسوق البقع.
وقال الناطق الرسمي باسم المقاومة في الجوف عبدالله الأشرف في تصريح لـ”العرب” إن “جبهات اليتمة والمهاشمة شهدت اشتباكات متقطعة بينما واصل الجيش تأمين كل المناطق التي تم تحريرها قبل أيام”.
وأضاف “شهدت جبهات المتون والساقية والمصلوب وحام والعقبة مواجهات شديدة مع استمرار الجيش في التقدم لتحرير ما تبقى من مديريات المحافظة”.
وتواصل قوات الشرعية تحقيق الانتصارات في محافظة البيضاء مع إعلان مديريتي نعمان وناطع محررتين بشكل كامل.
وكشفت مصادر خاصة لـ”العرب” أن الجيش تقدم نحو مديرية الملاجم عقب تحرير جبل الصرير وقمة جبل المركوزة الاستراتيجي الذي يطل على منطقة فضحة أولى مناطق مديرية الملاجم.
كما تمكن الجيش والمقاومة خلال اليومين الماضيين وبدعم من طيران التحالف العربي من إحراز عدة انتصارات والاقتراب من الخط الرئيسي الرابط بين صنعاء ومركزي محافظة البيضاء ما تسبب في قطع الإمدادات على الحوثيين.
وتؤكد مصادر سياسية لـ”العرب” أن التطورات العسكرية على الأرض ألقت بظلالها الثقيلة على الذهنية السياسية للعديد من قادة الصف الأول في الجماعة الحوثية الذين باتوا يشعرون بعدم قدرتهم على تحقيق أي اختراق ميداني على الأرض.
ولفتت المصادر إلى أن الحوثيين باتوا مقتنعين أكثر من أي وقت مضى بعدم قدرتهم على الانتصار في الحرب، وأنهم باتوا يراهنون على عقد صفقة سياسية من أي نوع تحول دون خسارتهم المؤكدة لما تبقى تحت سيطرتهم من مناطق نفوذ.
ويعمل الحوثيون على تحقيق هذا الهدف من خلال تفعيل عدة مسارات، يتمثل الأول في عملهم الحثيث على تعزيز نفوذهم العقائدي والمذهبي في مناطق شمال الشمال وكسب الولاءات وإيجاد جيل جديد مؤمن بأيديولوجيتهم المتطرفة.
ويتمحور المسار الثاني حول مهمة تأجيل الانهيار الحتمي لأكبر وقت ممكن، والرهان على تحول خارجي عبر اقتناع المجتمع الدولي بعدم جدوى استمرار الحرب كنتيجة لعدم قدرة أي طرف على إحراز الحسم العسكري.
وتدرك الحكومة الشرعية خطورة الانفتاح السياسي مع الحوثيين في هذه المرحلة، ما قد يمدهم بطوق نجاة ويسهم في إعادة فتح القنوات الدبلوماسية الموصدة أمامهم منذ قتلهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
العرب اللندنية