بغداد – شكل وصول وفد فني عراقي رفيع المستوى من بغداد إلى مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق الاثنين بارقة أمل لنزع فتيل التوتر القائم بين الطرفين منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
ويتركز محور الخلافات الراهنة التي أفرزها استفتاء انفصال الإقليم عن الحكومة المركزية في سبتمبر الماضي حول الحدود البرية مع إيران وتركيا ورفع الحظر عن الرحلات الجوية الخارجية من مطاري أربيل والسليمانية وتصدير النفط.
ويبدو أن طرفي الأزمة يسعيان إلى فض مشاكلهما المتراكمة بالحوار هذه المرة، خصوصا بعد الزيارة التي قام بها وفد كردي برئاسة وزير داخلية الإقليم إلى بغداد السبت.
وأفاد مسؤول كردي رفيع المستوى لوكالة الصحافة الفرنسية، طالبا عدم كشف هويته، بأن “وفدا من مجلس الوزراء برئاسة أمين عام مجلس الوزراء مهدي العلاق وصل إلى أربيل”.
وأوضح أن “الوفد يضم مدراء هيئة المنافذ الحدودية والموارد المائية وسلطة الطيران المدني وممثلين من وزارة النفط ورئيس هيئة المستشارين في مجلس الوزراء”.
روسيا تبدي استعدادها للوساطة بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان في حال طلبتا ذلك
وتزامنت الزيارة مع عرض قدمته روسيا للمساعدة من أجل تسوية العلاقات المتوترة بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة كردستان العراق في حال كان الطرفان مهتمين بذلك.
وقال وزير الخارجية سيرجي لافروف خلال مؤتمره الصحافي السنوي الموسع “نحن نؤيد وحدة أراضي العراق ونؤيد حل جميع المسائل عبر المفاوضات”.
وأضاف أنه “في حال كانت الأطراف بحاجة لجهود وساطة، وإذا تم ذكر الجهود الروسية، أؤكد لكم أننا سننظر إلى ذلك بإيجابية”.
ولاحت الأسبوع الماضي بوادر انفراجة في ملف العلاقات المتوترة بين الجانبين، وذلك مع تسجيل تقدّم طفيف في ملف الحوار الذي تطالب حكومة الإقليم بالتسريع في إجرائه تحت ضغط الأزمة السياسية والاقتصادية الحادّة التي تمر بها.
وكشفت مستشارية الرئيس العراقي فؤاد معصوم، الاثنين الماضي، عن تفاهمات جديدة بشأن تشكيل لجنة عليا للحوار بين حكومتي بغداد وأربيل وذلك برئاسة معصوم نفسه.
وقال أمير الكناني المستشار بالرئاسة في تصريحات صحافية إنّ “هناك مبادرة طرحها رئيس الجمهورية للحوار وإنّه أرسل رسالة بشأنها إلى طرفي الأزمة، إضافة إلى الأمم المتحدة”.
وتأججت الأوضاع بين بغداد وأربيل بعد الاستفتاء الذي أجراه إقليم كردستان، وصوت فيه أغلب المشاركين لصالح الانفصال عن العراق.
وبدأت القوات الاتحادية العراقية، في منتصف أكتوبر الماضي، عملية فرض الأمن والقانون في المناطق المتنازع عليها وأسفرت عن استعادة المنشآت الحكومية والنفطية في محافظة كركوك واستعادة عدة مناطق أخرى متنازع عليها.
لكن القوات الكردية لا تزال تسيطر على المعابر الحدودية مع إيران وتركيا، بينها منطقة فيشخابور التي يمر منها أنبوب تصدير النفط الشمالي الرئيسي الواقع على رأس مثلث حدودي بين الأراضي التركية والعراقية والسورية، وتعتبر استراتيجية خصوصا للأكراد.
وسيطرت قوات البيشمركة على خط أنابيب النفط الممتد من كركوك مرورا بالموصل، في أعقاب الفوضى التي أعقبت الهجوم الواسع لتنظيم داعش المتطرف قبل ثلاث سنوات.
العرب اللندنية