حذر مقال بصحيفة إندبندنت البريطانية لكاتبه هاميش ماركي من أن الاتجاه الصعودي لأسواق الأسهم العالمية ينطوي على العديد من المخاطر خاصة بالنسبة لصغار المستثمرين.
وقال هاميش ماكري إن أسواق الأسهم العالمية لا تزال أمامها الفرص نحو مزيد الصعود، لكن كلما ارتفعت ذروة الأسعار كلما أصبحت الأسواق أكثر خطورة وربما مزعزعة لاستقرار هذه الأسواق.
وتساءل ماكري في ضوء ذلك عن المدى الذي يمكن أن تصله طفرة الأسهم العالمية قبل أن تتراجع.
وأشار إلى أن مفتاح فهم صعود الأسعار يوجد في الولايات المتحدة الأميركية، وعلاقة ذلك بما إذا كانت الصناديق الاستثمارية الكبرى ستستمر في ضخ أموال بأسواق المال أم لا.
ونبه إلى أن صغار المستثمرين يكونون بالعادة الحلقة الأخيرة في دورة تدفق الأموال، مضيفا أنه إذا بدأ كبار المستثمرين في الخروج من الأسواق وقابل ذلك دخول رؤوس أموال المستثمرين الصغار فإن من شأن ذلك أن يشكل إشارة تحذير للأسواق.
وأوضح ماكري في هذا السياق أن الشيء المهم أيضا في الولايات المتحدة الأميركية هو توجهات الاحتياطي الفدرالي الأميركي (البنك المركزي) بشأن أسعار الفائدة.
وقال إن العوائد على السندات الحكومية ارتفعت بشكل حاد نهاية الأسبوع الماضي ما يشير إلى تحول في التوقعات بشأن سياسة المركزي الأميركي تحت قيادة جديدة، وتابع أن النمو الحالي للاقتصاد الأميركي قد يحتاج إلى إقرار ثلاث زيادات لأسعار الفائدة هذا العام.
قوة الجنيه
وفي بريطانيا رأى ماكري أن مؤشر فوتسي 100 يتأثر بما يجري في الاقتصاد العالمي أكثر من تأثره بالسياسة الاقتصادية الداخلية، لكون الأمر يتعلق أساسا برهان الشركات العالمية الكبرى المدرجة بالمؤشر على أداء الجنيه الأسترليني.
وقال إذا أردت أن تتعرف على مدى سهولة أو صعوبة مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد أوروبي فإنه ينبغي النظر إلى أداء الجنيه مقابل الدولار.
وأضاف إذا ارتفع الجنيه إلى 1.40 دولار في الأسابيع المقبلة فسيكون قريبا من الأسعار التي سجل قبل تصويت البريطانيين على الانفصال في يونيو/حزيران من العام 2016، لكن إذا نزل الجنيه إلى 1.30 دولار أو أقل فإن ذلك ربما شكل مؤشرات على أن الانفصال سيكون صعبا.
وتحدث ماكري عن مدى تأثر سوق بريطانيا بالظروف المحيطة بالأسواق العالمية، حيث إن هذه السوق كانت ترتفع مع انخفاض الجنيه، أما الآن ورغم تعافي العملة البريطانية فإن البورصة تسجل مستويات قياسية، وهو ما قد يعزى إلى تفاؤل الشركات العالمية حيال الأوضاع الاقتصادية الدولية.
وأشار ماكري إلى أنه كلما استمر زخم النمو الاقتصادي العالمي كلما اتجهت نسبة البطالة إلى الانخفاض، ما قد يفسر في جزء منه ارتفاع أسعار الأسهم بالأسواق في الوقت الحالي.
المصدر : إندبندنت