بغداد – فشل البرلمان العراقي السبت في الاتفاق على يوم 12 مايو موعدا لإجراء الانتخابات بموجب اقتراح الحكومة حيث تحالف النواب السنة والأكراد في الدعوة إلى التأجيل للسماح لمئات الآلاف من النازحين بسبب الحرب بالعودة إلى ديارهم، وتوفير الشروط الضرورية لانتخابات نزيهة.
وعارض نواب من السنة والأكراد صيغة وسطى عرضت للتصويت تقوم على تأجيل الانتخابات المحلية والإبقاء على البرلمانية في موعدها، وهي الصيغة التي يدافع عنها رئيس الحكومة حيدر العبادي والتحالف الشيعي.
ويصر العبادي والنواب الشيعة على إجراء الانتخابات كما هو مخطط لها في 12 مايو القادم قائلين إن تأجيلها يخالف الدستور.
وقال التلفزيون الرسمي إن رئيس البرلمان سليم الجبوري، وهو سني، عبر عن أمله بعد جلسة السبت في بغداد في أن يتمكن البرلمان من التصويت على موعد للانتخابات، الاثنين.
وتقدمت الكتلة السنية بطلب إلى رئاسة مجلس النواب لتأجيل الانتخابات عاما واحدا على الأقل، في البلاد عموما أو في المحافظات التي احتلها تنظيم داعش فقط، في حال كان التأجيل العام غير ممكن.
واشنطن تؤيد موقف العبادي من الانتخابات
وتريد الكتلة السنية المزيد من الوقت لترتيب أوراقها الانتخابية، قبل خوض اقتراع حاسم يتعلق برسم خارطة النفوذ ومراكز القوى على مستوى البلاد.
وتقول الكتلة السنية وفق وثيقة كانت “العرب” حصلت عليها إنه “نظرا لعدم توفر الشروط اللازمة التي حددها مجلس الوزراء لإجراء الانتخابات، وفي مقدمتها إعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة وإعادة جميع النازحين وتهيئة المناخ الانتخابي والأمن للمناطق المحررة وحصر السلاح بيد الدولة”، فإنها تقترح “تأجيل الانتخابات النيابية ومجالس المحافظات لمدة لا تقل عن سنة لفسح المجال أمام الحكومة والقوى السياسية والشعبية لإكمال الشروط اللازمة التي حددها مجلس الوزراء مع تمديد عمل مجلس النواب”.
ويسعى العبادي لإعادة انتخابه استنادا إلى زيادة شعبيته بين الأغلبية الشيعية بعدما قاد حربا استمرت ثلاثة أعوام على تنظيم داعش دعمها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقالت السفارة الأميركية في بغداد في بيان الخميس “تأجيل الانتخابات سيشكل سابقة خطيرة ويقوض الدستور ويضر بالتطور الديمقراطي في العراق في الأمد البعيد”.
وأبدت واشنطن تفهما للخطوة التي اتخذها العبادي في أكتوبر بطرد المقاتلين الأكراد من منطقة كركوك الغنية بالنفط شمال البلاد رغم أن الأكراد حلفاء تقليديون للولايات المتحدة.
ونزح عشرات الآلاف من الأكراد نتيجة سيطرة القوات العراقية بمساندة مقاتلين تدعمهم إيران على منطقة كركوك متعددة الأعراق ومحيطها.
وتقدر الأمم المتحدة العدد الإجمالي للنازحين الحاليين داخل العراق بنحو 2.6 مليون شخص معظمهم سنة من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.
العرب اللندنية