يكتنف الغموض مصير رئيس الأركان المصري السابق الفريق سامي عنان بعد مثوله أمام النيابة العسكرية على خلفية اتهام قيادة الجيش له بالتحريض على القوات المسلحة، ومخالفته القانون بإعلانه الترشح لانتخابات الرئاسة.
وقال سمير نجل عنان مساء أمس الثلاثاء إن والده لم يتصل بالعائلة منذ احتجازه، وإنهم لا يعلمون إن كان لا يزال في مكتب المدعي العام العسكري أم نقل إلى مكان آخر. وكان سمير وأحد محامي عنان ينتظران خارج مقر النيابة العسكرية.
وقال محمود رفعت منسق حملة عنان خارج مصر في تغريدة على موقع تويتر “تم اختطاف الفريق سامي عنان لجهة غير معلومة حيث تم إخراج محاميه من غرفة التحقيقات بالنيابة العسكرية واحتجازه لمدة ساعتين بغرفة أخرى”.
وأضاف “بعدها أخبروه أن الفريق عنان ذهب إلى المنزل، بينما تم إخفاؤه، وأسرته غير قادرة على التواصل معه”. وذكر رفعت في وقت لاحق أن قوات اقتحمت منزل عنان وعبثت بممتلكاته وأخذت بعضها، “ويبدو أنه تم اعتقال أفراد من أسرته” حسب تغريدة على تويتر.
تعليق الخارجية الأميركية
في غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركي هيذر نويرت إن واشنطن تراقب الوضع في مصر عن كثب وتتابع التقارير بشأن اعتقال سامي عنان.
وأضافت المتحدثة “نحن نعرف الرجل جيدا، وكان في الولايات المتحدة”، وطالبت بإتاحة الفرصة لجميع المصريين للمشاركة بحرية في العملية السياسية “ويشمل ذلك عدم فرض قيود على حرية التعبير والتجمعات السلمية”.
وقد أصدر المدعي العام العسكري في مصر أمرا بحظر النشر في قضية عنان إلى حين انتهاء التحقيقات في ما عدا البيانات التي تصدر من مكتبه بشأنها.
وفي وقت سابق، كتب مصطفى الشال مدير مكتب عنان في تغريدة على تويتر أن عنان اختطف من سيارته.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدر قوله إن رئيس الأركان السابق أوقف أثناء توجهه بسيارته إلى مكتبه، وذلك قبل قليل من إذاعة بيان القيادة العامة للقوات المسلحة الذي حمل اتهامات لعنان. وأضاف المصدر أن عناصر من الشرطة العسكرية على ما يبدو أوقفوا السيارة على طريق رئيسي بالقاهرة.
وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة قد قالت في البيان الذي أذاعه التلفزيون الرسمي أمس الثلاثاء إن “القوات المسلحة لم تكن لتتغاضى عما ارتكبه المذكور من مخالفات قانونية صريحة مثلت إخلالا جسيما بقواعد ولوائح الخدمة”. وأضافت أن عنان أعلن الترشح “دون الحصول على موافقة القوات المسلحة”.
استبعاد من الانتخابات
واستبعدت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر مساء الثلاثاء اسم سامي عنان من قاعدة بيانات الناخبين، “لكونه لا يزال محتفظا بصفته العسكرية، والتي تحول دون مباشرته للحقوق السياسية المتمثلة في الترشح والانتخاب”.
ونقلت وكالة الشرق الأوسط الرسمية للأنباء عن مصدر قضائي بالهيئة قوله إن مجلس إدارة الهيئة تلقى شهادة رسمية من القوات المسلحة تفيد باستمرار الصفة العسكرية للفريق سامي عنان.
من جانب آخر، أعلنت الحملة الانتخابية لعنان التوقف عن العمل حتى إشعار آخر، وقالت في بيان مقتضب “نظرا للبيان الصادر من القيادة العامة للقوات المسلحة منذ قليل، تعلن حملة ترشح سامي عنان رئيسا لمصر بكل الأسى وقف الحملة لحين إشعار آخر، حرصا على أمن وسلامة كل المواطنين الحالمين بالتغيير”.
ونفى حازم حسني المتحدث باسم عنان مخالفته لأي قوانين، وقال “الفريق لم يرتكب ما هو موضوع الاتهامات الموجهة له”. وأضاف أنه إذا منعت الدولة عنان من الترشح فهذا يعني أنها لا تريد إجراء انتخابات.
وكان عنان قد أعلن في 19 من الشهر الجاري ترشحه لانتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في مارس/آذار المقبل، وذلك عقب إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي ترشحه لولاية ثانية.
وقبل ذلك أعلن رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق (وهو أيضا عسكري سابق برتبة فريق) ترشحه من الإمارات لكن عاد وأعلن تراجعه بعد عودته إلى مصر وسط تقارير عن تعرضه لضغوط لعدم مزاحمة السيسي على الرئاسة.
المصدر : الجزيرة + وكالات