حزب الله في حيرة إزاء حرب تكسير الرؤوس بين باسيل وبري

حزب الله في حيرة إزاء حرب تكسير الرؤوس بين باسيل وبري

دخلت العلاقة بين رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون ورئيس مجلس النوّاب نبيه برّي أزمة خطيرة باتت تهدّد استمرار الحكومة اللبنانية وذلك إثر الكلام الذي صدر عن وزير الخارجية جبران باسيل. وقال باسيل، المتزوج من إحدى بنات رئيس الجمهورية “سنكسر رأس برّي”. ووصف باسيل رئيس مجلس النواب، الذي هو في الوقت ذاته رئيس حركة “أمل” الشيعية، بـ”البلطجي”.

وجاء كلام باسيل في كلام وقع تسجيله في لقاء شعبي حضره العشرات من الأشخاص عقده في محمرش إحدى قرى قضاء البترون.

وليس معروفا الجهة التي سرّبت التسجيل الصوتي الذي صُوّر جانب منه. لكنّ مصادر سياسية في بيروت تتحدث عن فتاة تنتمي إلى “حزب الكتائب” الذي يرأسه النائب سامي الجميّل، تولت هذه العملية.

وكان مفترضا في كلام باسيل، الذي يرأس “التيّار الوطني الحر”، أن يبقى ضمن جدران القاعة التي عقد فيها اللقاء. لكنّ تسريبه أثار غضبا شديدا في أوساط رئيس مجلس النواب الذي نزل أنصاره إلى شوارع بيروت وأشعلوا إطارات مطاطية عند بعض التقاطعات المهمة في المدينة.

وذهب أنصار “أمل” في أحد أحياء بيروت الغربية إلى إحراق لافتات عليها صور لميشال عون. وكان من بين أشدّ الردود عنفا على جبران باسيل الذي سعى إلى الظهور بمظهر المدافع عن حقوق المسيحيين في لبنان، ذلك الذي صدر عن وزير المال علي حسن خليل الذي ينتمي إلى “أمل”، “إذا كان هناك من يسمع (رئيس الجمهورية)، فليسمع أن صهره قليل الأدب ووضيع. كلامه ليس تسريبا، بل هو خطاب الانحطاط ونعيق الطائفيين أقزام السياسة الذين يتصوّرون أنّهم بالتطاول على القادة يحجزون موقعا بينهم”.

وأضاف “الرئيس برّي أكبر من المواقع ولن يهزّه في وجدان الناس كلام. لكنّ مع المسّ به سقطت كلّ الحدود التي كان وحده يضعها أمامنا لفضح الكلّ في تاريخهم وإجرامهم والقتل والصفقات والمتاجرة بعنوان الطائفية. ولنا بعد الآن كلام آخر”.

وجاء كلام وزير الخارجية المسرّب، والموجّه أساسا إلى أبناء قرية مسيحية صغيرة تقع في منطقته بهدف التعبئة الطائفية قبل الانتخابات المقبلة، كي يزيد من تدهور العلاقة بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النوّاب على خلفية مرسوم ترقية ضباط دورة العام 1994.

وكان برّي اعترض على ترقية هؤلاء الضباط، وهم في معظمهم من المسيحيين، بحجة أن وزير المال الشيعي لم يوقّع مرسوم الترقية مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري. وأثار ذلك سجالا بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب لا تزال تداعياته تتفاعل.

وجاء كلام باسيل ليصبّ الزيت على النار ويعطي المواجهة بين عون وبرّي بعدا جديدا ستكون له انعكاساته على الاستقرار الحكومي.

وتساءلت مصادر سياسية في بيروت عن الموقف الذي سيتخذه “حزب الله”

حليف عون وبرّي في الوقت ذاته. ولم تستبعد أن يسعى “حزب الله” إلى تهدئة الأجواء بين الجانبين وذلك حرصا منه على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها في مايو المقبل. ويعتبر “حزب الله” الانتخابات أولوية بالنسبة إليه نظرا إلى اعتقاده بأنّه سيكون في استطاعته تحقيق انتصار فيها يسمح له بالسيطرة بغطاء دستوري على مؤسسات الدولة اللبنانية.

وسارع رئيس الحكومة سعد الحريري إلى محاولة احتواء الموقف، مؤكدا أنه سيكمل “جهوده في سبيل التهدئة”، لأن البلاد “ليست بحاجة إلى تصعيد ولا إلى تأزيم”.

وأضاف الحريري، في تصريحات عقب اجتماعه بعون، اليوم، “قابلت فخامة الرئيس وأكدنا على التهدئة التي يجب أن تحصل، في هذا الجو”.