صعدت الولايات المتحدة مجددا ضد النظام السوري، غير مستبعدة استخدام الردع العسكري في حال ثبت استخدامه للسلاح الكيميائي.ويثير هذا التصعيد المتدرج منذ الشهر الماضي بشأن الكيميائي، نقاط استفهام في الدوائر المقربة من النظام لجهة إمكانية أن تقدم واشنطن على توظيف هذا الملف لإعادة خلط الأوراق مجددا على الساحة السورية.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الجمعة أن الولايات المتحدة “تخشى” أن يكون غاز السارين استخدم في الآونة الأخيرة في سوريا رغم عدم وجود أدلة على ذلك.
وكانت الأمم المتحدة قد ذكرت الشهر الماضي أن الولايات المتحدة رصدت 350 ألف دولار لآلية دولية محايدة ومستقلة للتحقيق في الجرائم التي ارتكبت في سوريا، ومن بينها استخدام مواد كيميائية مثل غاز السارين، الأمر الذي أثار غضب روسيا.
وقال ماتيس إنه “تم استخدام” الكلور “مرات عدة” في هجمات في سوريا وذلك ردا على أسئلة الصحافيين في البنتاغون حول الاتهامات التي عبر عنها مسؤولون في وزارة الخارجية الخميس. وأضاف قائلا “إن أشد ما يثير قلقنا هو احتمال أن يكون غاز السارين استخدم” في الآونة الأخيرة، موضحا أن الولايات المتحدة ليست لديها أدلة تثبت فرضية استخدام غاز السارين. وحذر من أن النظام السوري “سيكون مخطئا إذا انتهك مرة جديدة الاتفاقية حول الأسلحة الكيميائية”.وكان مسؤول أميركي أعلن الخميس أن النظام السوري وتنظيم داعش “يواصلان استخدام الأسلحة الكيميائية”، فيما قال مسؤول آخر إن الرئيس دونالد ترامب “لا يستبعد أي” خيار وأن “استخدام القوة العسكرية يتم بحثه على الدوام”.
وتأتي هذه التصريحات في أعقاب تقارير من منظمات حقوقية سورية عن هجمات جديدة بالسارين والكلور، بينها معلومات لم يتم التأكد منها حتى الآن عن هجوم كيميائي على مدينة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة والمحاصرة في شرق دمشق.
ويشن النظام السوري منذ أشهر حملة عسكرية ممنهجة على فصائل معارضة وإسلامية في ريف دمشق، في مسعى بدا واضحا للضغط على تلك الفصائل للقبول بتسوية لتهجيرها من المنطقة التي تشكل أهمية قصوى بالنسبة له، لقربها من العاصمة.
ولا يستبعد مراقبون أن يكون النظام قد استخدم أسلحة محظورة في هجماته لإجبار المعارضة على مغادرة المنطقة صوب إدلب، خاصة وأنه يعول على الدعم الروسي.
صحيفة العرب اللندنية