اعتبرت صحيفة بريطانية أن أسوأ “كابوس” يؤرق إسرائيل هو أن تتمكن إيران من بسط نفوذها الإقليمي في سورياالمجاورة.
وأوردت “إندبندنت” بعددها اليوم السبت احتمال أن يكون لإيران ممر مباشر إلى حدودها وإقامة منشآت عسكرية لها داخل سوريا، بغض النظر عن إمكانية ارتباطها مباشرة مع حزب الله، وكلها عوامل تجعل إسرائيل تعيش كابوسا في الوقت الراهن.
ويبدو أن الصراع في سوريا يستعر أواره، في وقت كان ينبغي أن تخمد جذوته. وتجلت حدة الصراع في شن القوات الأميركية لأول مرة منذ فترة غارات جوية دعما لفصائل من المعارضة المسلحة تعرضت لهجمات من قوات النظام السوري.
وقالت الصحيفة إن هناك رابحين حقيقيين على ما يبدو في الحرب السورية، أولهما روسيا التي تحركت عسكريا ودبلوماسيا “بمهارة غير معهودة”. وهناك إيران التي استطاعت أن تمد نفوذها الإقليمي. لكن هناك رابحا آخر آثر البقاء بعيدا عن الأنظار بشكل مدهش، ألا وهو إسرائيل.
ولطالما تعمدت إسرائيل أن تنأى بنفسها عن التدخل في الحرب السورية إلا في بعض الأحوال. فقد كان يجري التعامل مع الحرب في سياق ثورات الربيع العربي. وقد كان القادة الإسرائيليون ينظرون إلى الحرب على أنها تؤذن بتحول تاريخي قد يستغرق عقودا عديدة من الزمن، وليس حدثا مفتوحا على مؤثرات خارجية على المدى القصير.
ومضت الصحيفة إلى أنه لم يحدث قط أن شعرت إسرائيل بالاستقرار والأمن مثلما تحس به الآن. ولأول مرة منذ تأسيسها لا تواجه تهديدا على حدودها من أي دولة ذلك أن جيرانها جميعا مشغولون عنها بهواجس أخرى.
ولا يعني أن إسرائيل بمنأى عن أخطار تحدق بها، فهناك حركة حماس التي ما تزال تبني أنفاقا إلى عمق أراضيها. غير أن الفلسطينيين منقسمون على أنفسهم. وفيما عدا بعض الاستثناءات المتفرقة، نجحت إسرائيل في البقاء بعيدا عن الصراع السوري.
وحذرت إندبندنت من أن أي حل للأزمة سيجعل على الأرجح أجزاء من سوريا -بما في ذلك المنطقة الأكثر قربا لحدودها- خارج نطاق سيطرة المركز، ومن ثم محل نزاع محتمل في مقبل الأيام. فإذا انتهى جوهر الصراع فإن من شأن ذلك أن يُذَكِّر المتقاتلين بعدوهم المشترك القديم (إسرائيل).
وهناك قناعات على نطاق واسع أن سوريا ضعيفة تعني إيران قوية لديها من النفوذ على دمشق ما يجعل من سوريا أشبه ما تكون دولة تابعة.
لقد ظلت إسرائيل تنتهج سياسة عدم التدخل في سوريا ببراعة، لكن الوقوف على هامش الأحداث تبقى أيامه معدودة لتعود ريمة لعادتها القديمة تنزع فيها إلى الرد على الحدث أولا ثم التفكير بشأنه لاحقا، وفق الصحيفة البريطانية.
الجزيرة