أكد وزراء خارجية دول التحالف الدولي ضد «داعش» في الكويت أمس، مواصلة جهودهم لمواجهة خطر تنظيم «داعش» إلى حين «اجتثاثه». وأكدوا في بيان ختامي «إدراك التحالف للبقاء بصورة متأهبة تجاه التطور الحتمي لتهديد التنظيم، وذلك عبر مؤسسات متعددة الأطراف ومنظمات إقليمية قائمة لمكافحة الإرهاب والتطرف».
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح في مؤتمر صحافي عقده أمس مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون عقب الاجتماع الوزاري، أن هدف لقاء الكويت «حشد الجهود الدولية لمحاربة التنظيم الإجرامي»، وأشار إلى اعتماد استراتيجيا لضمان استمرار التنسيق في مجالات عدة تشمل مواصلة مكافحة تمويل التنظيم ومكافحة وصول المقاتلين الإرهابيين الأجانب و «تنسيق اتصالات بين دول التحالف لخفض قدرات التنظيم على استخدام التحريض والدعاية والتجنيد»، وحرمانه من القدرة على التواصل عبر الإنترنت والمواقع الاجتماعية، داعياً إلى «خلق آفاق جديدة وتنسيق مشترك للتحالف الدولي ووضع استراتيجية جديدة لمحاربة التنظيم الإرهابي».
ورأى الشيخ صباح أن على رغم «التطورات الإيجابية والنتائج الملحوظة على أرض الواقع فإن المجتمع الدولي لا يزال يواجه تهديداً مباشراً من الجماعات الإرهابية المسلحة».
وأشاد بطرد العراق مقاتلي التنظيم من أراضيه، وأعرب عن أمله في نجاح الحكومة العراقية في ملاحقة مرتكبي الأعمال الإرهابية لضمان عدم إفلاتهم من العقاب وفق الآلية التي أنشأها مجلس الأمن».
وذكر أن استضافة بلاده للمؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق الذي تتزامن أعماله مع الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي، «تأتي لضمان استتباب الأمن والاستقرار في العراق»، وصون «وحدته واستقلاله وسيادته وتهيئة الظروف الملائمة للبدء في عملية إعادة إعماره وبنائه».
وأعلن وزير الخارجية الأميركي تقديم 200 مليون دولار لدعم جهود التحالف الدولي ضد «داعش».
وقال تيلرسون إن التحالف «نجح في تحرير 98 في المئة من الأراضي العراقية والسورية، فيما تمكن العديد من النازحين من العودة إلى ديارهم». وأضاف أن التنظيم «لا يزال يشكل تهديداً على المنطقة على رغم تحرير الأراضي العراقية من قبضته»، داعياً إلى مواصلة الجهود لضمان عدم عودة التنظيم إلى العراق وسورية.
وشدد تيلرسون على ضرورة تقديم التمويل اللازم إلى البلدين لضمان عدم عودة «داعش» إليهما. وأعرب عن تقدير الولايات المتحدة للمساهمات السخية من أعضاء التحالف على مدى السنوات الماضية. وأبدى عن تفهمه للمخاوف التركية الحليفة في حلف شمال الأطلسي (ناتو) نتيجة ما يحدث بسورية.
وأكد بيان التحالف الدولي أمس، ضرورة المضي قدماً حتى «اجتثاث التنظيم الإرهابي»، وزيادة التركيز على مواجهة التنظيم وشبكاته وأفرعه، إلى جانب الاستمرار في التنسيق المنتظم حول أفضل طريقة لمعالجة التهديد الإرهابي.
وعلى هامش الاجتماع الدولي في الكويت من أجل إعمار العراق، قال نائب رئيس مجموعة «البنك الدولي» لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حافظ غانم، إن مشروع إعادة إعمار العراق هو «هدف للمجتمع الدولي ككل ولمنطقة الشرق الأوسط خصوصاً من أجل تحقيق استقراره». وأكد أن العراق يحتاج إلى استثمارات كبيرة، خصوصاً في البنية التحتية مثل الطاقة والنقل والإسكان.
وفي جلسة للبرلمان الكويتي أمس، قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس الصالح، إن بلاده «قدمت احتجاجاً واعتراضاً على ما تلفظت به برلمانية عراقية أخيراً بحق الكويت».
وأكد الصالح رداً على مساءلة من النواب حول إساءات برلمانية عراقية للكويت، أنه «تم تبليغ سفير العراق لدى الكويت احتجاجها واعتراضها عما تلفظت به برلمانية عراقية من ألفاظ غير مقبولة عن الكويت». وأوضح أنه «تم الطلب من القنوات الرسمية في العراق بضرورة عمل ما يلزم واتخاذ الإجراءات لوقف هذه التصريحات عند حدها».
أحمد غلاب
صحيفة الحياة اللندنية