ومنذ صدور قرار مجلس الأمن الدولي (رقم 2401)، والذي نص على وقف الأعمال القتالية بهدف توصيل المساعدات والخدمات الإنسانية والإجلاء الطبي، يشهد المحور الشرقي معارك عنيفة بين فصيل “جيش الإسلام” وقوات النظام التي تحاول التقدم مدعومة بمليشيات إيرانية والطيران الحربي، وفشلت كل محاولات التقدم في ذلك المحور.
وبينت مصادر من المعارضة السورية المسلحة في حديث مع “العربي الجديد”، انفراد فصيل “جيش الإسلام” في التمركز بذلك المحور، وهو على خلاف دائم وقتال مع “هيئة تحرير الشام”، مؤكدةً أن “لا تواجد عسكريا لأي فصيل آخر في المنطقة
وتقع الشيفونية في وسط المحور الممتد بين بلدة الريحان وبلدة حوش الضواهرة وصولاً إلى النشابية، وتحاول قوات النظام اقتحام الشيفونية بهدف فصل المحور الشرقي للغوطة إلى قسمين شمالي وجنوبي، وبالتالي البدء بتقطيع أوصال الغوطة وقطع طرق الإمداد بين الجبهات.
وتبعد البلدة قرابة خمسة كيلومترات إلى الشرق من مدينة دوما وتعتبر خط الدفاع الأول عن المدينة التي تعتبر معقل “جيش الإسلام” الأكبر في الغوطة الشرقية خاصة، وسورية عامة، كما تعتبر أكبر مدن الغوطة المحاصرة وأكثرها كثافة سكانية.
وقال الناشط الميداني عمر خطيب، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “فشل النظام في اقتحام محور الشيفونية دفعه إلى قصف البلدة بغاز الكلور السام بهدف بث الرعب بين المدنيين ومقاتلي فصائل المعارضة السورية المسلحة، وهو ما قام به من قبل في المحور الغربي للغوطة القريب من الطريق الدولي”.
ولفت خطيب إلى أن “بلدة الشيفونية في الوقت الحالي لا تحوي أكثر من 600 مدني، وهي منطقة ذات طبيعة زراعية مسطحة، ومنازلها متباعدة بين البساتين والمزارع والحقول، وتعتبر أسهل نظرياً على النظام في عملية الاقتحام من بقية محاور الغوطة التي تتركز في المدن ذات الكثافة في الأبنية”.
وتعتبر المنطقة أيضاً من آخر المناطق الزراعية التي تسيطر عليها المعارضة في الغوطة، ويُستفاد منها في تأمين بعض الغذاء للمحاصرين من المدنيين، والرعي للحيوانات التي يستفيد منها المحاصرون.
في السياق، أكّدت مصادر طبية لـ”العربي الجديد”، أن القذيفة المحملة بغازات سامة، التي أطلقها النظام على بلدة الشيفونية، أسفرت عن مقتل طفل وإصابة قرابة عشرين مدنياً، موضحة أنه “لو كانت القذيفة في مدينة مثل دوما أو عربين لتسببت بمجزرة كبيرة”.
وبلدة النشابية هي بلدة صغيرة قياساً بدوما أو حرستا اللتين تعتبران المعقلين الأكبر للمعارضة، وكانت تتبع إدارياً قبل انطلاق الثورة السورية لمدينة دوما وكانت تضم قرابة ثلاثة آلاف مدني فقط، وانضم أهالي البلدة كسائر مدن وبلدات الغوطة للمظاهرات ضد النظام السوري منذ الأيام الأولى لانطلاقة الثورة.
ويرجع سبب فشل النظام في اقتحام جبهة الشيفونية إلى تحصينها بشكل جيد من قبل المعارضة السورية متمثلة بـ”جيش الإسلام” عن طريق رفع السواتر الترابية وحفر الخنادق ونصب الكمائن داخلها، والتي كبدت النظام خسائر بالعتاد والأرواح.
وأسفرت المواجهات الأخيرة في محوري الشيفونية والزريقة عن مقتل قرابة سبعين من عناصر قوات النظام السوري والمليشيات المساندة له، وأسر أربعة عشر منهم، فضلاً عن تدمير دبابة وجسر عسكري، كما أسفرت المواجهات في محاور حرستا عن مقتل قرابة 20 من عناصر النظام.
جلال بكور
صحيفة العربي الجديد