نقلت وكالة رويترز عن قياديين في المعارضة السورية المسلحة أن طائرات النظام قصفت الاثنين بلدات تسيطر عليها المعارضة في محافظة درعا جنوبي البلاد لأول مرة منذ يوليو/تموز الماضي مع بدء تنفيذ اتفاق خفض التصعيد، في حين تستعد فصائل المعارضة بدرعا لشن هجوم على قوات النظام لتخفيف الضغط على الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وقال مسؤولان من المعارضة المسلحة إن ثماني ضربات جوية على الأقل نفذت على مناطق ريفية في محافظة درعا هي بصر الحرير والحراك والغارية الغربية والصورة، وأوضح مصدر في المعارضة أن بعض الأهداف التي تعرضت للغارات كانت قريبة من خط المواجهة في شمال درعا قرب موقع كبير لجيش النظام قرب بلدة إزرع الخاضعة لسيطرة قوات النظام.
وقال أبو نبوت وهو قائد عسكري في فصيل “لواء توحيد الجنوب”، إن غارات النظام بدت وكأنها تحذير لمقاتلي المعارضة تحت مظلة الجيش السوري الحر، الذين يخططون لشن هجوم في الأيام المقبلة لتخفيف الضغط الواقع على رفاقهم في الغوطة الشرقية.
ضربة استباقية
وأضاف أبو نبوت أن مقاتلي فصيله يستعدون لتنفيذ عملية لم يحدد موعدها بعد، وأن النظام السوري نفذ ضربة استباقية، وأوضح القيادي “عندنا عمل كبير للتخفيف عن أهلنا في الغوطة ولم نعلن ساعة الصفر والنظام استبقنا”.
وذكر خالد الفراج، وهو قائد بفصيل يعمل في محافظة القنيطرة، أن فصائل الجيش السوري الحر تحشد بالفعل مقاتلين من أجل مواجهة أوسع محتملة، وأن جميع فصائل الجنوب “في حالة استعداد وتأهب تام بكامل عتادها وقوتها القتالية”.
وركزت قوات النظام حملتها العسكرية منذ منتصف فبراير/شباط الماضي على مناطق الغوطة الشرقية بدعم روسي، واستطاع جيش النظام تقسيم الغوطة إلى ثلاث مناطق تمهيدا للسيطرة عليها.
وتخشى المعارضة في الجنوب السوري منذ مدة طويلة أن يعود جيش النظام لمهاجمتها بمجرد تحقيق مكاسب في الشمال ومناطق أخرى مثل الغوطة، وتقول المعارضة إن مناطق عدم التصعيد تيسر للجيش السوري النظامي تحقيق مكاسب على الأرض في مناطق أخرى.
وتتوقع المعارضة السورية أن يبدأ الجيش هجوما في محاولة لاستعادة الجنوب بعد انتهاء حملته على الغوطة، وكان قد أرسل تعزيزات من قواعده الرئيسية في الجنوب للمساعدة في هجوم الغوطة.
اجتماع عاجل
وفي سياق متصل، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أمس الاثنين إن واشنطن دعت إلى عقد اجتماع عاجل في الأردن بسبب قلقها من تقارير تفيد بوقوع هجمات في درعا، وأوضح المسؤول الأميركي أنه إذا صحت التقارير بشأن غارات لطائرات النظام فإنها تمثل انتهاكا صريحا لوقف إطلاق النار.
وكانت روسيا التقت مع الولايات المتحدة سرا في الأردن في يونيو/حزيران 2017، وأعلنتا في الشهر الموالي وقفا لإطلاق النار في جنوبي غربي سوريا يشمل محافظة درعا، وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين هدنة السابع من يوليو/تموز في المثلث الجنوبي الغربي على الحدود مع إسرائيل والأردن.
المصدر : وكالة الأناضول,رويترز