لم يتوقف تبادل الاتهامات بشأن الجهة الواقفة وراء تفجير عبوة ناسفة بجانب الطريق، خلال مرور موكب رئيس حكومة التوافق الفلسطينية رامي الحمد الله، ورئيس جهاز المخابرات اللواء ماجد فرج لدى زيارتهما الأخيرة لقطاع غزة.
وبينما وجهت الاتهامات لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالتسبب أو المسؤولية عن الانفجار، برزت اتهامات مضادة بأن كل ما حدث “مسرحية” لتتملص حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) من المصالحة.
وبين الاتهامات والاتهامات المضادة، ما زالت الرواية الأمنية الرسمية لما حدث قيد التحقيق لدى الجهات الأمنية من دون الإفصاح عن أي نتائج.
كمال تربان يستبعد علاقة حماس أو فتح بالحادث (الجزيرة)
لعب بالنار
وبانتظار نتائج التحقيقيات، يستبعد الخبير الأمني كمال تربان أن يكون للحركتين أي صلة بالحادث “لمصالحهما بتقدم المصالحة وقناعتهما بأن اللجوء لمثل هذا الأسلوب هو بمثابة لعب بالنار سيؤدي إلى كارثة لا تحمد عقباها”.
واعتبر تربان اتهام حركتي فتح وحماس بتنفيذ الانفجار “حماقة وموقف غير موضوعي يتنافى مع الواقع”، مضيفا “لا يعتقد بأن ما حدث عملية اغتيال محكمة كما أعلن البعض، خصوصا أن مسرح العملية وطبيعة العبوة وأسلوب التنفيذ بدائي وغير محترف رغم أن غزة لديها خبرات واسعة بالتفجير وفق تقديره.
ورجح الخبير الفلسطيني “وقوف الاحتلال الإسرائيلي وراء الحادثة بشكل مباشر أو من خلال أطراف أخرى، بهدف تفجير العلاقة بين حركتي فتح وحماس وتأزيم الوضع في غزة، واصفا ما حدث بـ “مسرحية إسرائيلية رديئة الإخراج والتنفيذ”.
ومع استبعاده أي تقصير من أمن غزة في تأمين موكب رئيس الوزراء رغم أن منطقة الانفجار رخوة وقريبة من الاحتلال، فإنه يعتقد أن توجيه أصابع الاتهام لجهة منفلتة محسوبة على حركة حماس بغير المنطقي، خصوصا أن عناصر الحركة على درجة عالية من الانضباط حسب وصفه.
استهداف المصالحة
وكان قادة في حركة فتح وجهوا أصابع الاتهام لحركة حماس بالمسؤولية عن الحادث، لكن الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم قال في تصريح نشره بصفحته على فيسبوك إن هدف هذه الاتهامات “حماية المجرمين والتأثير على مجريات التحقيق، والتهرب من استحقاقات المصالحة”.
ويعزو الكاتب أكرم عطا الله، تباين الاتهامات والتصريحات إلى “الأجواء المأزومة بين الأطراف الفلسطينية ما شجعهم على لمحاولة إثبات كل طرف لروايته رغم عدم موضوعيتها، واصفا الاتهامات بالسياسية المستعجلة وغير الدقيقة”.
ويرى أن وتيرة التباين في التصريحات والروايات حول الجهة المسؤولة عن التفجير “تراجعت قليلا خاصة أن الحادث أمني وليست سياسي أو إعلامي، مما دفع الجميع إلى انتظار نتائج التحقيقات، رغم القناعة الراسخة بأن الهدف كان سياسيا عبر وقف تقدم المصالحة “.
ويتفق عطا الله مع كثيرين في استبعاد فرضية مسؤولية حركتي فتح وحماس عن الانفجار، لكنه يتوقع أن يؤثر الحادث في حركة الوزراء والمسؤولين بحكومة التوافق في غزة خلال الفترة المقبلة.
وتتصدر حادثة استهداف موكب رئيس الوزراء الفلسطيني الأولويات القصوى لوزارة الداخلية بغزة، حيث شكلت لجنة أمنية على أعلى مستوى بحسب الناطق باسمها إياد البزم، للوصول إلى نتائج حول الجهة المسؤولة عن التفجير بغض النظر عن ماهية هذه الجهة كما ذكر.
واعتبر الناطق باسم الداخلية التصريحات الصادرة من كل الأطراف “اتهامات سياسية لا تؤثر في سير التحقيقات الأمنية المهنية” لكنه رفض الحديث عن أي نتائج للتحقيقات باستثناء كونها “تسير بشكل مناسب مع الموقوفين كمشتبه بهم “.
المصدر : الجزيرة