أعلنت شركة كامبردج أناليتكا الثلاثاء أنها أوقفت رئيسها التنفيذي عن العمل إثر الكشف عن أنشطة الشركة في الدعاية الكاذبة وغير الأخلاقية، وسطوها على بيانات مستخدمي فيسبوك للمساعدة في فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.
وقالت الشركة إن ما قاله رئيسها خلال المقابلة التي بثتها القناة البريطانية الرابعة لا يمثلها ولا يعبر عن أساليبها الدعائية، وأعلنت أنها أوقفته عن العمل لحين إجراء تحقيق مستقل في القضية.
وجاءت هذه التطورات إثر بث القناة البريطانية لقطات من تحقيق يظهر فيه الرئيس التنفيذي للشركة ألكسندر نيكس وهو يتحدث إلى من كان يعتقده زبونا عن أساليب الشركة الرخيصة في إغواء السياسيين بالنساء والمال لتوريطهم في فضائح تفضي لخسارتهم الانتخابات.
وقد تحدث الرئيس التنفيذي لشخص قدّم نفسه على أنه سياسي سريلانكي يبحث عن آلية لهزيمة خصمه في الانتخابات.
ولكن تبين لاحقا أن مدير الشركة وقع في فخّ، فقد كان يتحدث لصحفي من القناة الرابعة البريطانية. وتمكن هذا الصحفي من تسجيل فيديو للمقابلة التي أحدثت ضجة كبيرة في الوسط السياسي في بريطانيا والولايات المتحدة.
وأثناء المقابلة كشف نيكس أنه التقى ترمب “مرات عديدة” وأن شركته لعبت دورا حاسما في فوزه في الانتخابات.
وأضاف “قمنا بجميع عمليات البحث. جمعنا كل البيانات. وأنجزنا كافة التحليلات. نفذنا كل عمليات الاستهداف. أدرنا الحملة الرقمية بالكامل وبياناتنا وجهت إستراتيجيتهم”.
تحقيق مستقل
وفي السياق، طلبت هيئة حماية حرية وخصوصية المعلومات البريطانية أمرا قضائيا للوصول إلى قاعدة بيانات الشركة.
وكان موظفون بالشركة كشفوا عن اختراقها بيانات 50 مليونا من مستخدمي فيسبوك، وتحليلها لمساعدة حملة ترمب في الانتخابات الماضية.
من جهتها طلبت لجنة الثقافة في مجلس العموم البريطاني من مؤسس ورئيس شركة فيسبوك مارك زوكربيرغ المثول أمامها، متهمة إياه بتضليلها سابقا بالقول إن الشركة لا تعلم عن خروقات في قاعدة بيانات المستخدمين.
وتسعى اللجنة لمعرفة كيف سطت كامبردج أناليتكا على بيانات مستخدمي فيسبوك، وكيف قامت إثر ذلك بالتأثير على حملتي الانتخابات الرئاسية الأميركية لصالح دونالد ترمب، وكذلك الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لصالح معسكر مؤيدي الخروج.
تفاصيل الاختراق
كما طالب أعضاء في الكونغرس الأميركي بجلسة استماع لزوكربيرغ للحصول على تفاصيل أكثر بشأن هذا الخرق، وكيف تغافلت فيسبوك عنه رغم تعلقه بحماية الخصوصية.
وكان روبرت مولر الذي يتولى التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، طلب في وقت سابق من كامبردج أناليتكا تسليم جميع المعاملات والمراسلات لموظفيها الذين عملوا في الحملة الانتخابية لترمب.
وفي سياق آخر، أظهر تحقيق سري للقناة الرابعة البريطانية أن كامبردج أناليتكا هي الفرع الأميركي لشركة “أس سي أل سوشيال ليميتد” التي استأجرتها الإمارات لنشر معلومات مكذوبة لتشويه سمعة قطر.
وكانت شبكة “أن بي سي” الأميركية قالت في تقرير إن وثائق كامبردج أناليتكا كشفت أن الإمارات دفعت مبلغ 333 ألف دولار مقابل شن حملة في مواقع التواصل الاجتماعي لتشويه سمعة قطر وربطها بالإرهاب عام 2017.
المصدر : الجزيرة + وكالات