ساعات تفصل مصر عن انتخابات رئاسية محسومة مسبقا لصالح الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكن وعلى غير عادة الانتخابات في أغلب دول العالم، لا برامج أو مناظرات انتخابية، ولا متنافسين أو جولات للمرشحين.. فقط لافتات غطت سماء مصر وسخرية ملأت مواقع التواصل الاجتماعي.
وتنوعت التعليقات الساخرة بين نكات ووسوم ومقاطع مصورة، نشرها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.
وربط البعض بين التفجير الذي استهدف السبت مدير أمن الإسكندرية والانتخابات المقبلة بعد أقل من يومين. وكتبت Lara Yousef@ على تويتر “نتمنى تكون انتخابات لطيفة عليكم، وتفجير سعيد”، في إشارة إلى احتمالية أن يكون التفجير مدبرا.
واختارت Samar Tark@ التعليق على صور مصريين صوتوا بالانتخابات خارج مصر، وغردت “يا رب بحق الجمعة المباركة كل المصريين في الخارج اللي ينتخبوا الرئيس السيسي ما تمر عليهم السنة إلا ويكونوا راجعين مصر نهائي..”.
وكتب حساب “شباب ضد الانقلاب”: مصر في عهد الفناكيش.. مشاريع فنكوش.. إنجاز فنكوش.. وأخيرا وليس آخرا انتخابات مصر فنكوش كبير”. أما Ali Alafify@ فكتب ساخرا على ضعف الاهتمام بالانتخابات: “#انتخابات_مصر.. كل ما تصوّت فرصتك في الفوز تكثر”. لكن @مصطفى محسن استنكر الإنفاق المبالغ فيه على انتخابات معلوم نتيجتها مسبقا “ملايين الجنيهات تنفق على شبه انتخابات لا يُعرف ضرورتها في ظل ضمان نجاح السيسي الذي سجن من أعلن فقط نيته الترشح ويتوعد من يفكر في المعارضة”.
وصية هوكينغ
وانتشر على الفيسبوك صورة للعالم الراحل ستيفن هوكينغ، كُتب برفقتها”العالم الكبير كانت له خزنة لا أحد يعرف ما بداخلها، وطلب من محامي الأسرة ألا تفتح إلا بعد موته.
وبعد أن مات هوكينغ اجتمع أهله مع المحامي لفتح الخزنة، والكل منتظر ومترقب، وساعة فتحها سبحان الله وجدوا رسالة مكتوب عليها: ستيفين هوكينغ يؤيد ويبايع الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية جديدة”.
لكن لافتات التأييد للسيسي التي ملأت شوارع القاهرة وغيرها من المحافظات المصرية -والتي يُقال إنها تُرفع بأمر الأجهزة الأمنية- استفزت حتى المؤيدين للسيسي أنفسهم.
وكتب الصحفي محمد علي إبراهيم في صحيفة المصري اليوم “قلنا أكثر من مرة إن الرئيس لا يحتاج الدعاية القماشية التي يتطوع بها أصحاب المحال وشوهت منظر القاهرة والمحافظات، الجميع يعلم أن الرئيس سيفوز باكتساح، فلماذا كل هذه الأمتار التي جعلت القاهرة كأنها ملفوفة في ورقة انتخابية.. إنجازات الرئيس معروفة وليس هناك منافس أمامه سوى رئيس حزب الغد الذي ردد كثيرا أنه سينتخب السيسي ويرفع حزبه لافتة تأييد للرئيس”.
منافس مؤيد
ويبدو السيسي كمن ينافس نفسه في هذه الانتخابات، بعد إقصائه كل منافسيه الأقوياء، حيث أصبح الطريق نحو فترة رئاسة ثانية ممهّدا تماما أمامه، بعد حملة ترهيب واعتقالات طالت المرشحين المنافسين له.
وحتى لا تتحول “الانتخابات” المزعومة إلى استفتاء، استُدعي رئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى ليكون منافسا للسيسي.
والمثير للسخرية أن الرجل كان قد أعلن تأييده للسيسي وظلت صفحته على فيسبوك حتى يوم تقديم أوراقه للترشيح تحمل صورته. ورغم منافسته للسيسي فإنه يظل مؤيدا له. ويؤكد أن “هذا ليس جديدا فنحن لدينا نفس الرؤية السياسية”.
وفيما تغرق المدن وخصوصا القاهرة بلافتات تحمل صور السيسي يندر أن ترى صورا لموسى مصطفى موسى.
عدم اكتراث
وتوقفت الحملات الانتخابية للرئاسة المصرية، السبت، لتدخل البلاد فترة الصمت الانتخابي، قبل يومين من إدلاء الناخبين بأصواتهم، وتأمل السلطات تحقيق مشاركة كبيرة.
ويبدأ الاقتراع يوم الاثنين، على أن يستمر التصويت ثلاثة أيام، حتى نهاية يوم الأربعاء 28 مارس/آذار. ودُعي إلى الاقتراع قرابة 60 مليون ناخب من إجمالي 100 مليون مصري.
في هذا السياق، ربما تكون نسبة المشاركة هي المؤشر الوحيد الهام في اقتراع 2018.
ففي انتخابات الرئاسة 2014، بلغت نسبة المشاركة بعد يومين من الاقتراع 37% وقررت السلطات حينها تمديد التصويت لمدة يوم لترتفع نسبة المشاركة إلى 47.5%. ويعتقد أستاذ العلوم السياسية مصطفى كامل السيد أنه من غير المرجح أن تصل نسبة المشاركة إلى 37% خلال الأيام الثلاثة للاقتراع.
ويقول “النتيجة معروفة سلفا، وهذا لا يشجع المصريين على الذهاب إلى مكاتب الاقتراع. كما أنه لم تكن هناك حملة انتخابية، فلم ير الناخبون المرشحين يعرضون أفكارهم أو برامجهم”.
المصدر : وكالات,مواقع التواصل الإجتماعي,الجزيرة