وانضمت الغوطة الشرقية مبكرا عام 2011 إلى موجة الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد والذي واجهها بالقوة والقمع. وبعد أن نجحت قوات المعارضة المسلحة في السيطرة على هذه المنطقة عام 2012، فرضت عليها قوات النظام حصارا خانقا.
وفي التالي أبرز المحطات التي عرفتها الغوطة الشرقية خاصة من الجانب الإنساني:
مايو/أيار 2013 : تمكنت قوات النظام من محاصرة الغوطة الشرقية بعد سيطرتها على بلدات في ريف دمشقونشرها مئات الحواجز العسكرية في تلك المنطقة، وتعرضت الغوطة الشرقية وبلداتها من حينها لقصف جوي وصاروخي من قوات النظام استهدف الأبنية السكنية والمرافق الحيوية، والأسواق والمدارس والمستشفيات، وخلف سقوط العديد من القتلى المدنيين.
وفاقم الحصار والتصعيد الذي يتجدد من حين إلى آخر، معاناة لآلاف السكان الذين يقطنون المنطقة، حيث حدث شح في السلع والمواد الغذائية والمستلزمات الطبية، وبرزت حالات سوء تغذية أدى بعضها إلى الوفاة، خصوصاً مع تعذر إدخالالأمم المتحدة قوافل المساعدات بشكل منتظم.
21 أغسطس/آب 2013: وتضاعفت معاناة سكان الغوطة الشرقية بعد الهجوم الكيميائي الذي شنته القوات الحكومية على المنطقة، وأسفرعن مقتل 1600 أغلبهم من الأطفال، إضافة إلى مئات الجرحى، وذلك نتيجة تسممهمبغاز السارين.
وفي سبتمبر/أيلول 2013 أكد تقرير لخبراء الأمم المتحدة الذين قاموا بالتحقيق في عين المكان استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية، وتحدث عن “أدلة صارخة ومقنعة” عن استخدام غاز السارين والأسلحة كيميائية “على نطاق واسع”.
2014: تفاقم الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية بسبب الحصار والقصف المستمرين، حيث منعت قوات النظام مرات عديدة دخول قوافل مساعدات إنسانية أممية الى المنطقة، ما جعل الأمم المتحدة تدعو إلى فتح ممرات إنسانية إلى الغوطة الشرقية وتجنيب المدنيين ويلات الحصار.
2015: استمرار القصف الجوي على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، مخلفة العديد من القتلى المدنيين، وفيأغسطس/آب من نفس العام صعدت قوات النظام من القصف وارتكبت مجارز في مدينة دوما، وأطلق نشطاء الثورة حملة تدعو المجتمع الدولي للضغط على النظام باسم “دوما تُباد”.
مايو/آيار 2017: الغوطة الشرقية تشمل باتفاق خفض التصعيد الذي تم التوصل إليه ضمن مفاوضاتأستانا برعاية روسيا وتركيا وإيران، وتضمن الاتفاق فك الحصار وإدخال المواد الأساسية، دون أي عراقيل، بالإضافة إلى إطلاق سراح الموقوفين والمعتقلين من الأطراف المعنية بهذا الاتفاق.
ورغم إدراجها ضمن مناطق خفض التصعيد، استمرت قوات النظام السوري المدعومة من روسيا في قصف الغوطة الشرقية والجيوب المحيطة بها، وفي نفس العام أدانت الأمم المتحدة “الحرمان المتعمد من الطعام” كتكتيك حرب، بعد نشر صور صادمة لأطفال في صورة هيكل عظمي في الغوطة الشرقية.
29 نوفمبر/تشرين الثاني 2017: منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تحذر من أن الحصار المشدد المفروض على الغوطة الشرقية فاقم الأوضاع الإنسانية إلى مستويات خطيرة، خاصة في ما يتعلق بسوء التغذية لدى الأطفال.
وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحد يقول في تقرير له إن سكان الغوطة يعانون من نقص شديد في الغذاء لدرجة أنهم يأكلون القمامة ويفقدون الوعي بسبب الجوع ويجبرون أطفالهم على التناوب على تناول الطعام.
5 فبراير/شباط 2018: النظام السوري المدعوم من وروسيا يطلق حملة عسكرية على الغوطة الشرقية، خلفت خلال أيام فقط مئات القتلى والجرحى، وفي 20 فبراير/شباط من نفس الشهر، الأمم المتحدة تعلن أن ست مستشفيات في الغوطة الشرقية تعرضت للقصف في 48 ساعة.
2018
18 فبراير/شباط: قوات النظام السوري تطلق أكثر من 260 صاروخا، والطيران يشن غارات كثيفة على عدد من بلدات الغوطة الشرقية، كما عزز الجيش السوري مواقعه المحيطة بالمنطقة. وفي اليوم التالي، أسفر القصف عن مقتل 127 مدنيا.
24 فبراير/شباط :مجلس الأمن الدولي يصدر قرارا بالإجماع، يطالب بوقف إنساني لإطلاق النار في سوريا لثلاثين يوما “من دون تأخير”. لكن في اليوم التالي اخترقت قوات النظام القرار.
10 مارس/آذار: قوات النظام تعزل دوما عن بقية الغوطة الشرقية وبالتالي تقسيم المنطقة إلى ثلاثة أجزاء: دوما ومحيطها شمالاً تحت سيطرة “جيش الإسلام”، حرستا غرباً حيث “حركة تحرير الشام”، وبقية المدن والبلدات جنوباً ويسيطر عليها فصيل “فيلق الرحمن” مع تواجد محدود لهيئة فتح الشام (النصرة سابقاً).
24 مارس/آذار: خروج أول دفعة من المدنيين والمقاتلين من مناطق سيطرة فصيل “فيلق الرحمن” جنوب الغوطة الشرقية متجهة إلى إدلب في الشمال السوري، في حين اتجهت الأنظار إلى مدينة دوما آخر مناطق الغوطة التي لم تبرم اتفاق إجلاء مع روسيا وقوات النظام.
وجاء خروج هذه الدفعة الأولى بموجب اتفاق توصل إليه “فيلق الرحمن” مع روسيا لإجلاء نحو سبعة آلاف شخص إجمالا من المقاتلين وعائلاتهم من بلدات عربين وزملكا وعين ترما جنوب الغوطة وكذلك من حي جوبر الدمشقي المحاذي لها.
ويأتي التهجير من مناطق “فيلق الرحمن” بعد تهجير أكثر من أربعة آلاف شخص بينهم أكثر من 1400 مقاتل من حركة أحرار الشام من مدينة حرستا بالغوطة يومي 22 و23 من مارس/آذار بناء على اتفاق مماثل مع روسيا.
الجزيرة