من أنشاص إلى الظهران.. القمم العربية في بحر الأزمات

من أنشاص إلى الظهران.. القمم العربية في بحر الأزمات

تتجه أنظار العرب نحو مدينة الظهران شرقي السعودية حيث تنعقد القمة العربية العادية الـ 29 اليوم الأحد، في ظل تحديات بارزة تشهدها المنطقة.

وبعد أن كانت القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمام العربي، تاهت وسط جملة من الأزمات في سوريا واليمن وليبيا، إضافة إلى الأزمة الخليجية، وتوترات سياسية مع إيران.

وخلال 71 عامًا مرت القمم العربية في 45 محطة، غير أن أغلبها خرج بقرارات لم تنل حظًا من التنفيذ، وتاليا أبرز المحطات:

أنشاص 1946
عقدت أول قمة عربية في 28 مايو/أيار ذلك العام، بدعوة من ملك مصر فاروق الأول (1936- 1952) في قصر أنشاص شمالي البلاد، وحضرها رؤساء حكومات الدول السبع المؤسِسة للجامعة العربية (1945) وهي: مصر وشرق الأردن والسعودية واليمن والعراق ولبنان وسوريا. وأكدت القمة -التي صنفها مراقبون ضمن القمم الطارئة- على عروبة فلسطين وأن مصيرها هو مصير كل دول الجامعة.

بيروت 1956
دعا إليها الرئيس اللبناني كميل شمعون إثر الاعتداء الثلاثي (بريطانيا وفرنسا وإسرائيل) على مصر وقطاع غزة، وشارك في القمة تسعة قادة أجمعوا -في بيان ختامي- على مناصرة مصر ضد العدوان الثلاثي، واللجوء إلى حق الدفاع المشروع في حال عدم امتثال الدول المعتدية لقرارات الأمم المتحدة وامتناعها عن سحب قواتها. كما أعرب المجتمعون عن تأييد نضال الشعب الجزائري من أجل الاستقلال عن فرنسا.

القاهرة 1964
عُقدت بدعوة من الرئيس المصري جمال عبد الناصر في القاهرة، ويعتبرها مراقبون أول قمة فعلية خرجت ببيان تضمن نقاطا، أهمها: الإجماع على إنهاء الخلافات العربية، ودعوة دول العالم وشعوبها إلى دفع العدوان الإسرائيلي، والدعوة إلى إنشاء قيادة عربية موحدة لجيوش الدول العربية ردا على تحويل إسرائيل مجرى نهر الأردن.

الخرطوم 1967
جاءت بعد الهزيمة العربية أمام إسرائيل في حرب يونيو/حزيران من نفس العام، ودعت القمة إلى إزالة آثار العدوان الإسرائيلي، وأطلقت ثلاثة لاءات عربية (لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف) وأكدت على وحدة الصف العربي، والاستمرار في تصدير النفط العربي إلى الخارج.

القاهرة 1970
هي أول قمة غير عادية، وعُقدت إثر المواجهة المسلحة في الأردن بين الفلسطينيين والأردنيين، والمعروفة باسم أحداث أيلول الأسود، وقاطعتها كل من سوريا والعراق والجزائر والمغرب. ودعت القمة إلى الإنهاء الفوري للعمليات العسكرية من جانب القوات الأردنية والمقاومة الفلسطينية، وإطلاق المعتقلين من الجانبين، وتكوين لجنة عليا لمتابعة تطبيق الاتفاق.

الجزائر 1973
عُقدت بحضور 16 دولة، بمبادرة سورية مصرية بعد حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973 وخرجت القمة -التي قاطعها العراق وليبيا- بشرطين للسلام مع إسرائيل هما: انسحابها من جميع الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس، واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية الثابتة. كما دعت إلى تقديم جميع أنواع الدعم المالي والعسكري للجبهتين السورية والمصرية لاستمرار نضالهما ضد العدوان الإسرائيلي.

بغداد 1978
جاءت تلك القمة إثر التوصل إلى إطار سلام بين مصر وإسرائيل عام 1978 (أبرمت معاهدة فعليًا بين القاهرة وتل أبيب عام 1979). ومن أبرز قراراتها: رفض اتفاق السلام، ودعوة مصر إلى العودة عنه، وحظر عقد صلح منفرد مع إسرائيل، ونقل مقر الجامعة العربية من القاهرة، وتعليق عضوية مصر.

فاس 1982
هي القمة غير العادية الثانية، وعُقدت بمدينة فاس المغربية، وفيها اعترفت دول عربية ضمنيا بوجود إسرائيل وخرجت بقرارات منها إقرار مشروع عربي للسلام مع إسرائيل، من بين بنوده انسحابها من جميع الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967 وليس عام 1948.

بغداد 1990
عُقدت بدعوة من الرئيس العراقي صدام حسين، وغابت عنها لبنان وسوريا. وخرجت القمة بالترحيب بوحدة اليمنيْن الشمالي والجنوبي بعدما كانا دولتين مستقلتين، وتأييد استمرار الانتفاضة الفلسطينية، وإدانة قرار الكونغرس الأميركي اعتبار القدس عاصمة إسرائيل، ودعم حق العراق في امتلاك جميع أنواع التكنولوجيات الحديثة.

القاهرة 1990
جاءت إثر الغزو العراقي للكويت، ولم يصدر عنها بيان ختامي. ومن أبرز قرارتها: إدانة العدوان العراقي على الكويت، وعدم الاعتراف بقرار العراق ضم الكويت إليه، وإرسال قوة عربية مشتركة إلى الخليج العربي بناء على طلب السعودية.

القاهرة 2000
تُعرف بقمة المسجد الأقصى حيث عُقدت إثر انتفاضة الغضب الفلسطينية التي تفجرت عقب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون للحرم القدسي. وتضمن البيان الختامي قرارات أهمها: إنشاء صندوق تمويل باسم انتفاضة القدس وصندوق الأقصى.

بيروت 2002
أقرت هذه القمة مبادرة السلام العربية التي أطلقها ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز، وتنص على: إقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان السورية المحتلة والأراضي التي لا تزال محتلة جنوبي لبنان، مقابل اعتراف الدول العربية بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها.
وشهدت هذه القمة أول حديث عربي عن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين المأمولة بدلا من القدس كلها.

شرم الشيخ 2003
عٌقدت في منتجع شرم الشيخ شمال شرقي مصر بعد بدء غزو العراق من جانب قوات من دول عدة تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا، وشدد البيان الختامي على ضرورة احترام سيادة شعب العراق على أراضيه.

الجزائر 2005
دعا المشاركون في هذه القمة إلى الانسحاب السوري من لبنان وإجراء الانتخابات في موعدها، وتمسكوا بالسلام كخيار إستراتيجي، وقرروا إنشاء برلمان عربي انتقالي لمدة خمس سنوات يجوز تمديده لمدة عامين كحد أقصى.

دمشق 2008
أكدت على تشجيع الاتصالات بين الإمارات وإيران لحل قضية الجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى، طنب الصغرى، أبو موسى) عبر الإجراءات القانونية والوسائل السلمية لاستعادة الإمارات هذه الجزر، حفاظا على علاقات الأخوة العربية الإيرانية ودعمها وتطويرها.

بغداد 2012
عقدت في ذلك العام بعد أن تم تأجيلها بسبب الثورات الشعبية التي شهدتها دول عربية بداية من أواخر عام 2010، وشهدت هذه القمة قرار تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية (مستمر حتى الآن) جراء قمع قوات النظام للاحتجاجات الشعبية.

شرم الشيخ 2015
ناقشت القضية الفلسطينية والأزمات في سوريا واليمن وليبيا، والتحركات الإيرانية بالمنطقة، وأقرت تشكيل قوة عسكرية مشتركة.

نواكشوط 2016
جددت قمة موريتانيا الالتزام بالتصدي لكل التهديدات التي تواجه الأمن القومي العربي، وأكدت على مركزية القضية الفلسطينية، واعتبار 2017 عامًا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

كما دعت الليبيين إلى استكمال بناء الدولة والتصدي للإرهاب، وأكدت دعم شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والمفاوضات الجارية بين اليمنيين، وجددت رفض القمة للتدخلات الخارجية وخاصة الإيرانية في الشؤون العربية.

البحر الميت 2017
خرجت بقرارات روتينية بشأن ملفات القضية الفلسطينية، ومكافحة الإرهاب، وإدانة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية.

المصدر : وكالة الأناضول