قالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية السبت إن القمة بين الزعيمين الكوري الشمالي كيم جونغ أون والكوري الجنوبي مون جاي إن أمس الجمعة شكلت “لقاء تاريخيا” مهد الطريق لبداية “حقبة جديدة للسلام” بينما واصلت دول العالم ترحيبها بالقمة.
وذكرت الوكالة أن قمة الكوريتين ستكون “معلما بارزا جديدا” في تحقيق الازدهار المشترك ونقطة تحول لشبه الجزيرة الكورية، ونشرت النص الكامل لإعلان بانمونجوم الذي وقعه كيم ومون نهاية القمة.
وفي هذه الوثيقة، أكد الزعيم الشمالي ورئيس كوريا الجنوبية “الهدف المشترك المتمثل في (جعل) شبه جزيرة كورية خالية من الأسلحة النووية من خلال نزع السلاح النووي بالكامل”.
وكان مون قد استقبل كيم أمس عند خط ترسيم الحدود العسكرية حيث تبادلا الابتسام وتصافحا، وفي لفتة بدت عفوية دعا كيم الرئيس الجنوبي إلى عبور الخط إلى الشمال لفترة وجيزة قبل أن يعود الاثنان مرة أخرى إلى الجانب الجنوبي من الحدود.
وعقدت القمة في قرية بانمونجوم في المنطقة منزوعة السلاح شديدة التحصين على الحدود التي تقسم الكوريتين منذ أكثر من ستة عقود.
ترحيب دولي
وقد رحبت العديد من دول العالم بالقمة التاريخية التي عقدت بين الزعيمين الكوريين اللذين التقيا على الحدود، معربين عن أملهم في أن تكون القمة بداية لسلام دائم في المنطقة وتخليصها من السلاح النووي.
فقد رحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالقمة ووصفها بـ “التاريخية”. كما أشادت روسيا بالقمة، واعتبرها الكرملين أخبارا إيجابية. وبينما رحّبت الصين بالمحادثات بين الزعيمين الكوريين، أشاد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بالقمة وعبّر عن أمله في أن تسفر عن “أعمال ملموسة”.
ورغم ترحيبه بالقمة، فإن ترمب حذر من أن “الأمور لن تتضح إلا بعد مرور بعض الوقت”. وكتب على تويتر “بعد سنة عاصفة من إطلاق الصواريخ وإجراء التجارب النووية، يجري الآن لقاء تاريخي بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية”. ومن المقرر أن يلتقي ترمب خلال أسابيع الزعيم الكوري الشمالي.
وأشادت الصين بالقمة، وقالت خارجيتها إن بكين تشيد بالخطوة التاريخية التي قام بها الزعيمان الكوريان وتحيي شجاعتهما وقراراتهما السياسية، وتأمل بأن تكون القمة فتحا لمرحلة جديدة من الاستقرار الطويل الأمد بشبه الجزيرة الكورية.
حذر وإشادة
من جهته، أعرب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عن ترحيبه الحذر بقمة الكوريتين، مضيفا أنه بالنظر إلى تاريخ كوريا الشمالية وسعيها لامتلاك السلاح النووي فلا بد من الحذر.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ باجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء “إنها خطوة أولى مشجعة، لكن يجب أن ندرك أنه لا يزال أمامنا عمل دؤوب”.
كما أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالقمة التي عقدت بين الزعيمين الكوريين، داعيا الطرفين إلى ترجمة تعهداتهم إلى أفعال.
يُشار إلى أنها ليست أول مرة يعلن فيها زعيما الكوريتين عن آمال بتحقيق السلام. وأخفقت قمتان عقدتا في بيونغ يانغ عامي 2000 و2007 في وقف برامج الأسلحة الشمالية أو تحسين العلاقات بشكل دائم.
المصدر : الجزيرة + وكالات