دفع القلق الشديد السائد في أسواق النفط نتيجة مخاوف من تراجع إنتاج إيران وفنزويلا، بسعر برميل نفط «برنت» إلى تجاوز 80 دولاراً، وهو مستوى لم يسجله منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2014. واعتبر محللون أن هذا الارتفاع لم يكن منتظراً، بخاصة بعد أنباء عن ارتفاع الصادرات الأميركية وتراجع الطلب في المستقبل القريب.
وخفّف وزير الطاقة الإماراتي سهيل محمد المزروعي، من القلق السائد في الأسواق الناتج عن تداعيات انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي العالمي مع إيران، مؤكداً أن لدى منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) «قضايا للتعامل معها أكبر من أثر القرار الأميركي».
وأفادت وكالة «رويترز» بأن السعودية والإمارات عبرتا عن القلق إزاء التقلبات الأخيرة في سوق النفط، وجددتا التزامهما استقرار السوق.
ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن المزروعي قوله إنه «ليس قلقاً في شأن فرض عقوبات على بعض الدول الأعضاء، وكيف ستؤثر تلك التطورات في نظرة أوبك الى الأمور وطريقة تعاملها معها». وزاد: «هناك قضايا أكبر يجب التعامل معها»، مشيراً إلى «تراجع إنتاج دول نفطية رئيسة مثل فنزويلا».
إلى ذلك أعلن وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنغنة، أن الشركة الصينية الوطنية للنفط «ستحل مكان توتال في تطوير المرحلة 11 من مشروع حقل فارس الجنوبي للغاز، في حال انسحاب المجموعة الفرنسية». وفي حال غادرت «سي أن بي سي» أيضاً، فهناك شركة بتروبارس الإيرانية». وأوضح أن العقد لا يشمل «بنداً جزائياً في حال خروج «توتال». ولم يستبعد خبراء انهيار أسعار النفط الإيراني، ما يجعله أكثر جاذبية لدول آسيا.
وفي سياق تأثير انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وفرض العقوبات على طهران، في أعمال شركات نفطية في إيران، أعلنت مجموعة «ميرسك تانكرز» الدنماركية لناقلات النفط أمس، «وقف نشاطاتها في إيران». وأوضحت في رسالة عبر البريد الإلكتروني وصلت إلى وكالة «فرانس برس»، أنها ستلتزم الاتفاقات المبرمة التي دخلت حيز التنفيذ قبل الثامن من الشهر الجاري، وستعمل لإنجازها بحلول الرابع من تشرين الثاني، «كما تفرض العقوبات الأميركية».
وقبل رفع العقوبات الدولية إثر الاتفاق النووي، كانت صادرات إيران النفطية مليون برميل في اليوم، خصوصاً نحو آسيا وبعض الدول الأوروبية. وارتفعت هذه الصادرات منذ ذلك الحين، إلى 2.5 مليون برميل في اليوم، وكان معظمها موجهاً إلى أوروبا وآسيا.
أما «ميرسك تانكرز» فهي تشغّل أكثر من 160 سفينة، وتوظف 3100 شخص في العالم. ويبلغ رقم أعمالها 836 مليون دولار (2016).
من جهة أخرى، أكدت «جينل إنرجي» أمس، الاتجاه إلى «تحقيق هدفها لإنتاج النفط في إقليم كردستان». ولفتت إلى أن احتياطاتها النقدية «زادت 28 في المئة مقارنة بما كانت عليه نهاية العام الماضي».