لندن – أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد “لن يكون في مأمن” من أي رد إسرائيلي، في حال سمح لإيران باستخدام الأراضي السورية لمهاجمة بلاده.
وتأتي تصريحات نتنياهو في خضم جولة أوروبية بدأها الاثنين، وشملت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، تركزت أهدافها بالأساس على إقناع هذه الدول بضرورة تكثيف الضغوط لإخراج القوات الإيرانية وميليشياتها -التي تعتبرها إسرائيل تهديدا خطيرا لأمنها القومي- من سوريا.
وقال نتنياهو في خطاب ألقاه في مركز “بوليسي اكستشينج” للأبحاث السياسية في لندن “مع انتهاء الحرب والقضاء على داعش، على الأسد أن ينتبه إلى أنه إذا دعا إيران أو سمح لها بالقدوم بنية مهاجمة إسرائيل أو تدميرها انطلاقا من الأراضي السورية، فلن يكون في مأمن ونظامه (أيضا) لن يكون في مأمن”.
وتابع نتنياهو “إذا أطلق (الأسد) النار علينا فسندمر قواته”، مضيفا أنه تم “تبني مقاربة جديدة” في إسرائيل.
وكثفت إسرائيل في الأشهر الأخيرة هجماتها على مواقع وقواعد يشتبه بأنها تابعة لإيران في سوريا، واتخذت هذه الهجمات منعطفا خطيرا في العاشر من مايو الماضي حينما قام الجيش الإسرائيلي بشن العشرات من الغارات الجوية على أهداف قال إنها إيرانية، وذلك ردا على إطلاق صواريخ على القسم الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان السورية.
وبالتوازي مع حالة التصعيد المسجلة تسارعت وتيرة الاتصالات بين الجانبين الروسي والإسرائيلي توجت باتفاق لم يتم تأكيده حول استعادة الجيش السوري لمنطقة الجنوب، شريطة إبعاد القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها وعلى رأسها حزب الله اللبناني عن المنطقة الحدودية مع إسرائيل والأردن.
ويعتقد مراقبون أن اتفاق الجنوب هو بداية جديدة لتحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، وهو خطوة في مسار بدأت ملامحه تتبلور لتسوية الأزمة في هذا البلد الذي تحول إلى ساحة صراع دولي وإقليمي على النفوذ.
ويشير مراقبون إلى أن الهدف من تهديدات نتنياهو للنظام السوري هو الضغط على الأخير حتى يتبنى المقاربة القائلة بوجوب رحيل القوات الإيرانية، وإلا فإنه سيكون في دائرة الاستهداف.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي “اعتقد أن هناك مقاربة جديدة لا بد من اعتمادها وعلى دمشق أن تفهم أن إسرائيل لن تسمح بتمركز عسكري إيراني في سوريا ضد إسرائيل. ولن تقتصر تبعات ذلك على القوات الإيرانية بل ستشمل نظام الأسد أيضا”.
ويرى محللون أن الغاية من تحركات نتنياهو في الفضاء الأوروبي والاتصالات الإسرائيلية مع الروس والأميركيين فضلا عن تهديداته المتواصلة للأسد هي إنهاء هذا الوجود الإيراني الذي بات مدعاة لقلق شديد ليس لإسرائيل فحسب بل وللدول العربية والغربية أيضا.
العرب