حماس وروسيا.. ماذا وراء اللقاءات المتكررة؟

حماس وروسيا.. ماذا وراء اللقاءات المتكررة؟

تزايدت في الآونة الأخيرة لقاءات المسؤولين الروس مع قيادات في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مما يولد تساؤلات عن الأسباب والدوافع خلف هذه اللقاءات، وهل هناك دور تسعى روسيا للعبه في القضية الفلسطينية؟

فقد وصل إلى العاصمة الروسية موسكو وفد من حركة حماس بقيادة عضو المكتب السياسي موسى أبو مرزوق في زيارة هي الثالثة خلال أقل من عام، التقى خلالها بنائب وزير الخارجية المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف.

تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه الساحة الفلسطينية تطورات خطيرة، أهمها ما يشهده قطاع غزة ضمن مسيرات العودة والحراك الشعبي لكسر الحصار المفروض منذ ما يزيد عن عشر سنوات، بالإضافة إلى التحركات النشطة التي يقوم به مسؤولون أميركيون في المنطقة، والمباحثات الجارية في عدد من العواصم العربية قبيل الإعلان عن فحوى ما بات يعرف إعلاميا بصفقة القرن.

وقد استبق بوغدانوف -مسؤول الملف في الخارجية الروسية- لقاءه مع وفد الحركة بالإعلان أن الولايات المتحدة عاجزة عن تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بمفردها، مجددا الدعوة إلى حل جماعي لهذه القضية.

وأكد استعداد موسكو للعمل مع جميع الشركاء للتوصل إلى الحل، قائلا “مستعدون للتعاون مع الأوروبيين والأميركيين والأمم المتحدة والشركاء العرب على حد سواء”.

كما أشار إلى أن الإدارة الأميركية لم تطلع موسكو على الخطة التي ما زالت تفاصيلها غامضة كحل نهائي للقضية الفلسطينية. وأضاف “أخشى أنهم لا يشاطرون حتى الفلسطينيين أنفسهم هذه المعلومات”.

رفض صفقة القرن
وتعليقا على الزيارة ترى الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط يلينا سويونينا أن اللقاءات بين قيادات حماس وروسيا أصبحت دورية، ويتم خلالها تبادل الآراء والتشاور، لا سيما مع وجود الكثير من المواضيع التي يمكن أن يتطرق إليها الطرفان.

وأضافت أن قيادة حركة حماس تريد من روسيا بذل جهود للتخفيف من معاناة قطاع غزة، وأن يكون لها دور داعم في التصدي لصفقة القرن، لكن في المقابل ترى روسيا أن تعثر المصالحة الفلسطينية أضر كثيرا بالحراك الوطني الفلسطيني وبالوضع الفلسطيني في مواجهة التحديات.

دور روسي محوري
من جهته يرى كبير باحثي معهد أوروبا ألكسندر شوميلين أن حركة حماس لديها مصلحة في استمرار التواصل مع الجانب الروسي، لأن موسكو واحدة من عواصم قليلة تقيم علاقات مع الحركة، فضلا عن أن روسيا دولة مؤثرة في منطقة الشرق الأوسط، ودورها ضروري لموازنة الموقف الأميركي المنحاز إلى إسرائيل.

وأضاف أن روسيا لديها موقف مبدئي من تسوية القضية الفلسطينية يستند إلى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية واحترام حق العودة، كما أن روسيا لم تؤيد القرار الأميركي نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.

وهناك أمر مهم جدا بالنسبة لحماس -يتابع شوميلين- وهو أن روسيا ترفض اعتبار حركة حماس إرهابية وتعتبرها لاعبا سياسيا ومكونا مهما من مكونات الشعب الفلسطيني، لذلك فإن الحركة تعول على الدور الروسي في التصدي لأي محاولات أميركية لشيطنة الحركة وتصنيفها عبر مجلس الأمن الدولي كحركة إرهابية، كما يصدر أحيانا من مسؤولين أميركيين.

وأضاف أن المبدأ الذي تعتمده روسيا في سياستها الخارجية هو الاتصال مع جميع الأطراف الفاعلة، لذلك فهي على تواصل مع السلطة الفلسطينية ومع إسرائيل أيضا، وهذا يتيح لها القيام بدور فعال في الوساطة بين مختلف الأطراف.

افتكار مانع

الجزيرة