ويعيش السكان في محافظة درعا حالة ترقبٍ لما ستفضي إليه تطورات الأيام القليلة المقبلة، إذ إن بنود الاتفاق الذي أُقرّ بين ضباط روس وقياديين من “الجيش الحر”، لا يبدو أنها نُفذت، مع مواصلة قوات النظام تقدمها في بعض مناطق المحافظة، وإطباقها الحصار على درعا البلد، وهي مركز المحافظة الحدودية مع الأردن.
وأمس، شنّت قوات النظام هجوماً سيطرت عقبه على بلدة أم المياذن، التي تبعد نحو أربعة كيلومترات شمال معبر نصيب، في وقت قالت فيه مصادر محلية هناك لـ”العربي الجديد” إن النظام بدأ بنشر آلياتٍ ثقيلة ودبابات ومدفعية، على طول الشريط الحدودي مع الأردن، مُطبقاً الحصار بشكل كامل على درعا البلد.
وانتشرت قوات النظام خلال اليومين الماضيين على طول الأوتستراد الدولي في درعا، وصولاً إلى معبر نصيب الحدودي، فيما لا يتعدى تواجد الشرطة العسكرية الروسية في كل هذه المناطق كونه تواجداً رمزياً، وذلك بعكس الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه يوم الجمعة الماضي، والذي يفترض أن تنتشر الشرطة العسكرية الروسية بموجبه في المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة، وفي معبر نصيب.
في موازاة ذلك، قال ما يُسمى بـ”مركز المصالحة الروسي” إن استعدادات تجري لنقل نحو ألف شخص ممن يرفضون اتفاق درعا، نحو محافظة إدلب شمال غرب البلاد، وذلك بحسب ما نقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية.
وكان من المقرر أن تغادر دفعة أولى من رافضي الاتفاق في درعا، على متن عشرات الحافلات، أمس، لكن مماطلة الجانب الروسي، كما أفادت مصادر مطلعة لـ”العربي الجديد”، دفعت وفد المعارضة الى إلغاء العملية، والطلب ممن سجلوا أسماءهم للخروج إلى الشمال التوجه إلى منطقة الرفيد في ريف القنيطرة على الشريط الحدودي مع الجولان المحتل، خشية تعرضهم للاعتقال من جانب قوات النظام التي حاصرت بلدة نصيب والبلدات المجاورة، على أن ينتظروا هناك ريثما يتمّ التوافق على آليات الخروج باتجاه الشمال.
وأفادت مصادر لـ”العربي الجديد” بأن الدفعة التي كان مقرراً أن تغادر أمس إلى الشمال السوري، كان من المقرر أن تنطلق من منطقة الجمرك قرب الحدود الأردنية باتجاه مناطق “درع الفرات” شمال سورية، وهي تضم أعداداً من المقاتلين وعائلاتهم، فيما قالت وسائل إعلام النظام إن نحو 30 حافلة تجمعت في مدينة الصنمين، تمهيداً للبدء بالعملية. من جهتهم، أفاد ناشطون في درعا، بأن الجانب الروسي نصح الراغبين بالخروج أن يبقوا في درعا، وألا يذهبوا إلى إدلب، لأنها ستكون وجهة العمليات العسكرية المقبلة.
عادل حمود
العربي الجديد