بعد أن فقدوا العديد من رفاقهم وخاطروا بأرواحهم لإنقاذ المدنيين السوريين في مدن الحرب، وجد عناصر الخوذ البيضاء أنفسهم أمام محنة الخيبة والغربة وانتظار المجهول.
وإثر تفاهمات مع دول غربية استقبلت الأردن 98 متطوعا من العاملين في الدفاع المدني السوري المعروفين بـ”الخوذ البيضاء” بالإضافة لعائلاتهم ليصل العدد إلى 422 شخصا.
وجرت عملية الإجلاء من خلال التنسيق مع المفوضية السامية للاجئين بعد رفض القوات الروسية منح هؤلاء المتطوعين أي معبر آمن للخروج منه.
وقد استقبل الأردن هؤلاء المتطوعين من منطلق “إنساني بحت”، وبعد تعهد خطي من ثلاث دول باستقبالهم وتوطينهم فيها.
وفي حديث للجزيرة نت قال مدير “الخوذ البيضاء” رائد الصالح إن الأردن سمح باستقبال 98 متطوعا من عناصرهم إلى جانب عائلاتهم، ليصل العدد الكلي إلى 422 شخصا.
ووفق الصالح الموجود في الأردن حاليا، أجلي هؤلاء المتطوعون وعائلاتهم بالتنسيق بين العديد من الدول الداعمة للدفاع المدني السوري، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وأوضح أن المفوضية السامية قامت بدورها بالتواصل والتنسيق مع القوات المسيطرة على المناطق الحدودية في الجولان المحتل التي من الممكن أن تتم عملية الإجلاء عبرها.
وأشار إلى أن العملية تمت لاحقا عن طريق الجولان السوري المحتل، وعزا السبب في ذلك إلى “استحالة الوصول لأي نقطة عبور على الحدود الأردنية، وسيطرة قوات النظام على كامل الشريط الحدودي مع الأردن”.
ولم يتبق إلا مسافة كيلومتر واحد تفصل قوات النظام والروس عن مكان وجود عناصر الدفاع المدني، حسب الصالح.
ولفت إلى أن الجانب الروسي رفض فتح أي معبر آمن للمتطوعين، فكان المعبر الوحيد هو عن طريق الجولان السوري المحتل.
وأشار إلى أن عملية الإجلاء لو تأخرت يوما آخر، لكانت سيطرت قوات النظام على المنطقة، وتوقفت كامل العملية وحينها يكون مصير المتطوعين القتل.
بدورها، أكدت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام بالأردن جمانة غنيمات أن بلادها اسقبلت هؤلاء المتطوعين لأسباب إنسانية بحتة.
وفي حديث للجزيرة نت قالت جمانة غنيمات إن الأردن “لا ينظر لهم على أنهم لاجئون سيُقيمون بشكل دائم في المملكة”.
وتابعت أن دخولهم تم بالتنسيق من قبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين على أن يغادروا أراضي الأردن خلال موعد أقصاه ثلاثة أشهر إلى الدول التي تعهدت باستقبالهم.
وأشارت إلى أن المفوضية السامية تسلمت هؤلاء المواطنين السوريين، وتشرف على تسكينهم وإقامتهم لحين مغادرتهم أراضي الأردن، وهم موجودون حاليا في منطقة مغلقة إلى حين حل قضيتهم.
وأوضحت أن بريطانيا وألمانيا وكندا تعهدت باستقبال هؤلاء المتطوعين العاملين بالدفاع المدني بعدما سمح الأردن بدخولهم وبقائهم على أراضيه مؤقتا.
حدود مغلقة
وشددت على أن الأردن لم يفتح المعابر الحدودية مع سوريا حتى الآن، ولم يَدخل أي من اللاجئين السوريين الذين تواجدوا على الحدود بين البلدين خلال الأزمة الأخيرة.
من جهته، أوضح المسؤول الإعلامي في الدفاع المدني السوري خالد خطيب أن أربعة من المتطوعين لقوا حتفهم في الحملة الأخيرة للنظام السوري والقوات الروسية على المناطق الجنوبية، إضافة إلى الكثير من الإصابات نتيجة كثافة النيران.
وقال إن إجلاء العاملين وعائلاتهم جاء حفاظا على أرواحهم من آلة القتل والدمار اليومي، خاصة أن المتطوعين متهمون من قبل النظام بأنهم عملاء لدول أجنبية.
المصدر : الجزيرة