حمام دم في السويداء: أكثر من 220 قتيلا بمجازر ارتكبها تنظيم «الدولة الإسلامية»

حمام دم في السويداء: أكثر من 220 قتيلا بمجازر ارتكبها تنظيم «الدولة الإسلامية»

قتل أكثر من 221 شخصاً من مدنيين ومقاتلين محليين، جراء هجوم واسع صباح، أمس الأربعاء، تخللته عمليات انتحارية نفذها تنظيم «الدولة» في محافظة السويداء جنوب سوريا. وشهدت بلدات عدة في ريف السويداء الشمالي الشرقي هجمات مباغتة شنّها مقاتلو التنظيم واستهدفت منازل المدنيين ليلا، ما أدى إلى مقتل وذبح عشرات الأشخاص، بينهم أطفال ونساء. وتوزع الضحايا على قرى دوما والسويمرة وحزم المتونة ولاهثة شرق السويداء، وبلدات الشريحي والشبكة والغيضة وحمايل شمال شرق السويداء.
ومقاتلو التنظيم الذين هاجموا السويداء، كانوا قد نقلهم النظام والروس من جنوب دمشق قبل أشهر مع عتادهم الكامل، حيث وضعوا على بعد 10 كيلومترات من البلدات المأهولة في محافظة السويداء.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عناصر التنظيم المتطرف هاجموا قرى و«قتلوا بعض السكان في منازلهم».
وبدأ الهجوم صباح الأربعاء بتفجيرات انتحارية بأحزمة ناسفة استهدفت مدينة السويداء وقرى في ريفها الشرقي والشمالي الشرقي، قبل أن يشن تنظيم الدولة الإسلامية هجوماً ضد تلك القرى.
وهاجم تنظيم «الدولة»، عبر أربعة انتحاريين، مناطق متفرقة داخل مدينة السويداء، وهي منطقة المسلخ وبالقرب من سوق الخضار ودوار المشنقة ودوار النجمة، مما أدى إلى ارتفاع أعداد القتلى والجرحى، بينما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، أن قوات النظام تمكنت من قتل اثنين من المهاجمين الانتحاريين «قبل تفجير نفسيهما»، بعد أن شنت هجوما مضادا في محاولة لوقف تقدم الجهاديين في قرى ريف المحافظة الشمالي الشرقي.
ويأتي الهجوم بعد يومين من زيارة قام بها وفد روسي للمحافظة، واجتمع مع مشيخة عقل الطائفة.
وقال ضابط روسي برتبة عقيد إنه «من المكلفين بمحاربة الإرهاب في سوريا، وجاء إلى محافظة السويداء بتكليف رسمي من حكومة روسيا لنقل مقترحات وجهاء ومشايخ المحافظة في العديد من القضايا إلى القيادة الروسية».
وطلب وجهاء السويداء من الوفد الروسي إيجاد حلول سريعة لتسوية أوضاع المطلوبين من أبناء المحافظة، واقترحوا بعض الحلول لقضية التخلف عن الخدمة، وإيجاد حل لانتشار السلاح العشوائي.
وقال مصدر مقرب من المحادثات إنه لم يكن هناك توافق كلي مع الوفد الروسي، حيث تم رفض التحاق الرافضين للخدمة في الجيش من أبناء المحافظة والذين يزيد عددهم عن 40 ألف شخص.
وندد مسؤولون وناشطون بتأخر الجيش السوري عن صد هذا الهجوم، وترك الأهالي العزل يواجهون مصيرهم.
وقال عضو الائتلاف الوطني السوري السابق، حسين البسيس، إن «هجوم التنظيم على السويداء، وقيامه بتفجيرات، جاء من أجل الضغط على أهالي السويداء لدفع مشايخ الطائفة إلى زج الشباب المسلح من الدروز الذين رفضوا الانضمام للحرب خارج مناطقهم للقتال إلى جانب قوات نظام الأسد والمليشيات الداعمة له».
ونددت وزارة الخارجية الروسية بـ«أعمال العنف الجماعية ضد السكان المسالمين» في السويداء، معتبرة أن هذا «العمل الإجرامي الجديد من مناصري تنظيم الدولة الإسلامية، يؤكد الحاجة إلى جهود نشطة ومنسقة من المجتمع الدولي للقضاء على هذا الشر العالمي على الأرض السورية».

القدس العربي