تعهد «الحرس الثوري» الإيراني تعزيز قدراته، وتحويل التهديدات «فرصة مصيرية صانعة للنصر»، فيما توعّد خطيب صلاة عيد الأضحى في طهران أميركا وإسرائيل بأن أي حرب على ايران «ستكبّدهما ثمناً باهظاً».
وأعلن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي أن بريطانيا ستحلّ مكان الولايات المتحدة في إعادة تصميم مفاعل آراك النووي الذي يعمل بماء ثقيل. وشدد على أن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المُبرم عام 2015 «لا يعرّض إيران لأي مشكلة، على صعد العلم والاكتشاف والتطوير، وتشييد محطات جديدة للطاقة». وأكد أن العقوبات الأميركية الجديدة «لم تؤثر في النشاطات النووية الإيرانية»، وزاد: «غالبية مشاريعنا ذاتية الاكتفاء، أو تُنفذ مع دولة مثل روسيا تفي التزاماتها في شكل كامل».
وشهدت مدن إيرانية تظاهرات وإضرابات أخيراً، احتجاجاً على انهيار الريال وتدهور الوضع المعيشي والبطالة وفساد حكومي. واتهم إسحق جهانكيري، النائب الأول للرئيس، الولايات المتحدة وإسرائيل بإثارة مشكلات اقتصادية لبلاده، مستدركاً أن طهران ستتغلّب عليها بمساعدة حلفائها و«ديبلوماسيتها الذكية». وأضاف: «صادرات إيران وعائداتها النفطية مستقرة، وليست لدينا أي مشكلة في تأمين السلع الأساسية للشعب».
في السياق ذاته، شدد رجل الدين أحمد خاتمي على «مكافحة الفساد»، مستدركاً أن «أي زعم بفساد ممنهج في إيران، هو كذب». وأضاف: «أثبت الشعب الإيراني في العقود الأربعة الماضية أنه لا يُقهر، لتمسكه بولاية الفقيه. ثمن حرب مع إيران باهظ جداً بالنسبة إلى أميركا، وتدرك جيداً أن كلفتها لن تقتصر عليها، بل ستطاول حليفتها الرئيسة في المنطقة، إسرائيل الغاصبة لفلسطين».
ولفت أحمد خاتمي إلى أن عرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقد قمة تجمعه بنظيره الإيراني حسن روحاني، ليس مقبولاً ما دام يريد من طهران التخلّي عن برنامجها الصاروخي ونفوذها الإقليمي. وأضاف: «يقول الأميركيون: عليكم قبول ما نقوله في المحادثات. هذا ليس تفاوضاً، بل ديكتاتورية ستواجهها الأمّة الإيرانية». وتابع في إشارة إلى الأميركيين: «إنهم يكذبون، انسحبوا من الاتفاق النووي، لكي يفاوضوا إيران مرة أخرى ويضيفوا ملفات أخرى، بينها البرنامج الصاروخي وملفات المنطقة».
إلى ذلك، اعتبر «الحرس الثوري» أن تشكيل «بنية دفاعية قوية للقوات المسلحة الإيرانية، خصوصاً في المجال الصاروخي، بات هاجساً ضخماً لجبهة أعداء الشعب الإيراني». وشدد على أن «تعزيز القدرات الدفاعية سيبقى الاستراتيجيا الرئيسة للقوات المسلحة» الإيرانية.
ورأى أن «إيران تحوّلت من نظام يعتمد على الأجانب في كل شيء، إلى قطب للاقتدار الدفاعي والردعي في المنطقة، وبأقلّ التكاليف». وزاد أن «المؤسسات العسكرية والدفاعية الإيرانية ستحوّل التهديد والعقوبات فرصة مصيرية صانعة للنصر، وستلقّن الأعداء درساً صعباً يجعلهم يندمون».
في غضون ذلك، أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أنها تتفق مع وزير الخارجية هايكو ماس، حول تبدّل العلاقات مع الولايات المتحدة، لكنها امتنعت عن تأييد دعوته الاتحاد الأوروبي إلى إقامة نظام مدفوعات مستقل، من أجل إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني. وقالت: «لدينا مشكلات في تعاملاتنا مع طهران، ومن جهة أخرى ندرك أن نظام سويفت مهم جداً في ما يتعلّق بملف تمويل الإرهاب مثلاً». وشددت على أهمية الحفاظ على تعاون أمني جيد مع واشنطن.